كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 5)

وقيل: هما بدل من الضمير في (يقومان) أو من (آخران). ويجوز أن يرتفعا بـ (استحق) أي: من الذين استحق عليهم انتداب الأوليين منهم للشهادة لاطلاعهم على حقيقة الحال. وقرئ: (الأوّلين) على أنه وصف لـ (الذين استحق عليهم) مجرورٌ، أو منصوبٌ على المدح.
ومعنى الأولية: التقدم على الأجانب في الشهادة لكونهم أحق بها، .......
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (هما: بدل من الضمير في {يَقُومَانِ}. قال الزجاج: {الأَوْلَيَانِ}: في قول أكثر البصريين مرتفعان على البدل من الضمير في {يَقُومَانِ}، المعنى: فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الخائنين فيقسمان بالله.
قوله: (ويجوز أن يرتفعا بـ {اسْتَحَقَّ}) أي: {الأَوْلَيَانِ}: يكون فاعل {اسْتَحَقَّ} لا "الإثمُ"، فعلى هذا {اسْتَحَقَّ} بمعنى: استوجب، ولابد من تقدير المضاف؛ لأن الواجب على أهل الميت أن يختاروا من بينهم شخصين من أقارب الميت موصوفين بالأولوية من غيرهم لاطلاعهم على حقيقة الحال، وإليه الإشارة بقوله: " {مِنْ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ} انتداب الأوليين".
الجوهري: ندبه لأمر فانتدب له، أي: دعاه له، فأجاب. الأساس: رجل ندب: إذا نُدب لأمر خف له، وفلان مندوب لأمر عظيم وندب لكذا، وإلى كذا، فانتدب له.
قوله: (وقرئ: "الأولين") أي: بالجمع: أبو بكر وحمزة، والباقون: {الأَوْلَيَانِ} على التثنية.
قوله: (على أنه وصف لـ {الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمْ})، المعنى: آخران يقومان من الذين جُني عليهم المقدمين على الأجانب، وقوله: "مجرور" صفةٌ "لوصف".

الصفحة 521