كتاب تفسير فتح القدير (الفكر) (اسم الجزء: 5)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
سورة الجاثية ( 16 26 )
الجاثية : ( 16 ) ولقد آتينا بني . . . . .
قوله ( ولقد آتينا موسى الكتاب والحكم والنبوة المراد بالكتاب التوارة وبالحكم الفهم والفقه الذي يكون بهما الحكم بين الناس وفصل خصوماتهم وبالنبوة من بعثه الله لهم من الأنبياء فيهم ( ورزقناهم من الطيبات ) أي المستلذات التي أحلها الله ومن ذلك المن والسلوى ( وفضلناهم على العالمين ) من اهل زمانهم حيث آتيناهم ما لم نؤت من عداهم من فلق البحر ونحوه وقد تقدم بيان هذا في سورة الدخان
الجاثية : ( 17 ) وآتيناهم بينات من . . . . .
( وآتيناهم بينات من الأمر ) اي شرائع واضحات في الحلال والحرام أو معجزات ظاهرات وقيل العلم بمبعث النبي صلى الله عليه وآلة وسلم وشواهد نبوته وتعيين مهاجره ( فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم ) أي فما وقع الاختلاف بينهم في ذلك الأمر إلا بعد مجيء العلم إليهم بيانه وايضاح معناه فجعلوا ما يوجب زوال الخلاف موجبا لثبوته وقيل المراد بالعلم يوشع بن نون فإنه آمن به بعضهم وكفر بعضهم وقيل نبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فاختلفوا فيها حسدا وبغيا وقيل بغيا من بعضهم على بعض بطلب الرئاسة ( إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) من أمر الدين فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته
الجاثية : ( 18 ) ثم جعلناك على . . . . .
( ثم جعلناك على شريعة من الأمر ) الشريعة في اللغة المذهب والملة والمنهاج ويقال لمشرعه الماء وهي مورد شاربيه شريعة ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد فالمراد بالشريعة هنا ما شرعه الله لعبادة من الدين والجمع شرائع أي جعلناك يا محمد على منهاج واضح من أمر الدين يوصلك إلى الحق ( فأتبعها ) فأعمل بأحكامها في أمتك ( ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ) توحيد الله وشرائعه

الصفحة 7