سلمان بن ربيعة
ابن يزيد، أبو عبد اللَّه الباهلي، وذكره ابنُ سعد في الطبقةِ الأولى من أهل الكوفةِ ممن يروي عن عمر بن الخطاب، ولم يَرْوِ عن عليٍّ وابن مسعود، قال: وولّاه عمرُ القضاءَ على الكوفةِ (¬1).
وحكى أبو بكر الخطيبُ، عن أبي وائلٍ قال: رأيتُ سلمان بن ربيعةَ جالسًا بالمدائنِ على قضائِها لما استقضاه عمر أربعين يومًا، فما رأيتُ بين يديه رَجُلَيْن يَختصمان، فقيل لأبي وائل: فممَّ ذلك؟ فقال: من انتصافِ الناسِ فيما بينهم (¬2).
وقال هشام بن محمد، عن أبيه (¬3): شهد سلمانُ فُتوحَ الشامِ والعراقِ، ثم سكن الكوفةَ فنُسِبَ إليها. وولّاه عمر القضاء على الكوفةِ، وهو أوَّلُ من وَليَ القضاءَ بها. ثم ولي غَزْوَ أرمينية في خلافة عثمان.
وقال الواقدي: كان يحجُّ سنةً ويغزو سنةً، وكان أبو موسى أميرًا على الكوفة، وسلمانُ يقضي في المسجدِ، وقد ذكرنا أنَّه قُتِل ببَلَنْجَر، قال أبو وائل: ولاه عثمانُ غَزْوَ أرمينية (¬4) فاستُشهد هناك، وقبرُه ظاهِرٌ يُتبارَك به، وجعلوا عِظامَه في تابوتٍ، فإذا احتبَس عنهم القَطْرُ أخرجوه، فاستسقوا به فيُمطرون، فقال الباهلي الشاعر:
وإنَّ لنا قَبرين قبرُ بَلَنْجَرٍ ... وقبرٌ بأعلى الصّين يا لكَ من قَبرِ
فهذا الذي بالصينِ عمَّتْ صِلاتُه ... وهذا الذي بالتُّرْكِ يأتيكَ بالقَطْرِ
وأراد بالذي بالصين: قبرَ قُتيبة بن مُسلم، وهو بفَرْغانة، فجعله بالصين، وببَلَنْجَر قبر سلمان (¬5).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 8/ 252.
(¬2) تاريخ بغداد 9/ 206.
(¬3) من قوله: ولم يرو عن علي. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(¬4) من قوله: وكان أبو موسى أميرًا. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(¬5) المعارف 433، والاستيعاب (949)، وفتوح البلدان 206، وتاريخ دمشق 7/ 437، والمنتظم 5/ 5 - 6، =