كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 5)

وقال أبو نُعيم بإسناده عن معاذ بن محمد بن أُبيّ بن كعب، عن أبيه، عن جدِّه، عن أُبيّ قال: قال لي رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أُبيّ، إني أُمرتُ أن أعرِضَ عليك القُرآن" قال: فقلت: يا رسولَ اللَّه، باللَّه آمنتُ، وعلى يَدِكَ أسلمتُ، ومنك تعلَّمتُ، فردَّ عليه رسولُ اللَّه القولَ، فقال: يا رسولَ اللَّه، أوَذُكِرْتُ هناك؟ قال: "نعم باسمِكَ ونَسبِك في الملأ الأعلى"، قال: فاقرأ إذن يا رسولَ اللَّه (¬1).
وعن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيّ بن كعب قال: قال لي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني أمرتُ أن أقرأ عليك القرآن"، قلتُ: يا رسول اللَّه، وقد ذُكرتُ هناك؟ قال: "نعم"، فقلتُ له: يا أبا المنذر، ففرحتَ بذلك، قال: وما يَمنعنُي أن أفرح واللَّه تعالى يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} الآية [يونس: 58] (¬2).
وقال ابن سعدٍ بإسناده عن أنسِ بن مالك قال: قال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أقرأ أُمتي أُبيُّ ابن كعب" (¬3).
وقال مسلم بإسناده عن أُبيّ بن كعب قال: قال لي رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا أبا المنذر، أتدري أيّ آيةٍ في كتابِ اللَّهِ معك أَعظَمُ؟ " قال: فقلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]، قال: فضرب في صَدْري وقال: "ليَهْنِكَ العلم أبا المُنْذِر". انفرد بإخراجه مسلم (¬4).
وقال ابن سعدِ بإسناده عن عمران بن عبد اللَّه قال (¬5): قال أُبيّ بن كعب لعمر بن الخطاب: مالَكَ لا تستعملني؟ قال: أكره أن يَدْنَسَ دِينُك (¬6).
قال مسروق: سألتُ أبيَّ بن كعب عن مسألة، فقال: يا ابن أخي، أكان هذا؟
¬__________
(¬1) من قوله: ذكر بعض فضائله. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(¬2) الخبران في الحلية 1/ 251، ومن قوله: عن عبد الرحمن بن أبزى. . . إلى هنا ليس في (ك).
(¬3) طبقات ابن سعد 3/ 463.
(¬4) صحيح مسلم (810).
(¬5) من قوله: وقال ابن سعد بإسناده عن أنس. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(¬6) في هامش (ع) حاشية نصّها: قوله إنه سأل عمر الولاية ليس بصحيح، ولم ينقله أصحاب الأخبار، والثبت أنه سئل في ذلك مرارًا كثيرة، ولعل هذا من النقل بعد المصنف.

الصفحة 471