كتاب المجتبى (المعروف بالسنن الصغرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
3206 - أَخبَرَنا إِسحَاقُ بْنُ إِبراهِيمَ، قال: حَدثنا عَبدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبدِ الرَّحمَنِ، يُحَدِّثُ عَن عُمَرَ بْنِ جَاوَانَ (1)، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ وَنَحْنُ نُرِيدُ الحَجَّ، فَبَيْنَا نَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا نَضَعُ رِحَالَنَا، إِذْ أَتَانَا آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا فِي المَسْجِدِ وَفَزِعُوا، فَانْطَلَقْنَا، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَى نَفَرٍ فِي وَسَطِ المَسْجِدِ، وَفِيهِمْ عَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاصٍ، فَإِنَّا لَكَذَلِكَ إِذْ جَاءَ عُثمَانُ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَلَيهِ مُلاَءَةٌ صَفْرَاءُ قَدْ قَنَّعَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَهَاهُنَا عَلِيٌّ؟ أَهَاهُنَا طَلْحَةُ؟ أَهَاهُنَا الزُّبَيْرُ؟ أَهَاهُنَا سَعْدٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ بِالله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَني فُلاَنٍ، غَفَرَ اللهُ لَهُ فَابْتَعْتُهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا، أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا،
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: "عَمرو بن جاوان"، ويتكرر الحديث بإسناده ومتنه 6/ 234، وكذلك في "الكبرى" (4376)، وفيه: "عُمر بن جاوان"، وهو الصواب من رواية عبد الله بن إدريس، كما ورد في "تحفة الأشراف" (9781).
- وقال الدَّارَقُطنيّ: يَرويه حصين بن عَبد الرَّحمَن، عَن عَمرو بن جاوان، عَن الأَحنَفِ، واختُلِف عَن حُصين في اسمِ جاوانَ.
فقال جَريرُ بن عَبد الحَميد، وأَبو عَوانَة، وسُلَيمان التَّيميُّ، وأَبو حَفصٍ الأَبارُ، وعَليّ بن عاصِم، عَن حُصين: عَن عَمرو بن جاوانَ.
وقال شُعبة، وخالد، وابن إِدريس، عَن حُصين: عَن عُمَر بن جاوانَ، والله أَعلم بِالصَّوابِ. "العلل" 3/ 15.
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ، قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِالله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم قَالَ: مَنِ ابْتَاعَ بِئْرَ رُومَةَ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، فَقُلْتُ: قَدِ ابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا، قَالَ: اجْعَلْهَا سِقَايَةً لَلْمُسْلِمينَ وَأَجْرُهَا لَكَ، قَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: أَنْشُدُكُمْ بِالله الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم نَظَرَ فِي وُجُوهِ القَوْمِ، فَقَالَ: مَنْ يُجَهِّزُ هَؤُلاَءِ غَفَرَ اللهُ لَهُ، يَعْني جَيْشَ العُسْرَةِ، فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى لَمْ يَفْقِدُوا عِقَالاً وَلاَ خِطَامًا، فَقَالُوا: اللهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ، اللهُمَّ اشْهَدْ.
الصفحة 402