كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)

باب [بيان] (¬1) إيجاب سَجْدَتي السَّهوِ على الساهي في صلاته، وعلى من زاد فيها أو نَقَصَ، وإجازةِ الصلاة إذا صلَّى الظُّهْر أو العصر خمسا، أو زاد في صلاته على ما يجب، والدليلِ على أنَّ المصلِّي إذا رجَعَ إلى اليقين بأنه (¬2) زاد في صلاته ركعةً، سَجَدَ سَجْدَتي السَّهْوِ بعد ما يُسَلِّم (¬3)، وكانتْ صلاتُه تامَّةً
¬_________
(¬1) " بيان" من (ل) و (م).
(¬2) في (ل) و (م): "أنه" بدون الباء.
(¬3) في (ل) و (م): "سَلَّم".
1984 - حدثنا الصغاني، قال: ثنا عاصمُ بن علي (¬1)، قال: ثنا أَبو بكر النَهْشَلي (¬2)،
-[305]- عن عبد الرحمن بن الأسود (¬3)، عن أبيه (¬4)، عن عبد الله قال: صلى بنا النبي -صلى الله عليه وسلم- خمسًا، فلما انصرف (¬5) قيل له (¬6): يا رسولَ الله، أَزِيْد في الصلاة؟ قال: "لا"، قالوا: بلى، صلَّيْتَ خمسًا، قال لهم (¬7): "إنما أنا بَشَرٌ مثلكم (¬8)، أذكر كما تذكرون (¬9)، وأنسى كما تَنْسَوْن"، ثم سَجَدَ سَجْدَتي السَّهْوِ (¬10).
¬_________
(¬1) ابن عاصم بن صُهَيْب الواسطيُّ، أَبو الحسن التيمي مولاهم.
(¬2) هو الكوفي، قيل: اسمه عبد الله بن قطاف، -بكسر القاف وتخفيف الطاء- وقيل: وهب، وقيل: معاوية، قال الذهبي في "الميزان" (4/ 496): "في اسمه أقوال، ولا يكاد يعرف إلا بكنيته" (166 هـ) (م ت س ق).
(أ) وثقه: عبد الرحمن بن مهدي، وابنُ معين، وأحمد، وأبو داود، [وزاد: "كوفي مرجئٌ"، وقال: "ثبت في الحديث إلا أنه مرجئ". ووثقه -أيضًا- العجلي، وقال: "وكان يرى الإرجاء، لين القول ... "، كذلك يعقوب بن سفيان الفسوي، والدارقطني، وابن شاهين، والذهبي في "الكاشف". وقال أَبو حاتم: "شيخ صالح يكتب حديثه، وهو أحب إليّ من أبي بكر الهذلي".
(ب) - وقال ابن سعد: "وكان مرجئا، وكان عابدا ناسكا، وكانت له أحاديث، =
-[304]- = ومنهم من يستضعفه". وقال ابن حبان: "وكان شيخا صالحا فاضلا، غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم، ويخطئ ولا يفهم، فبطل الاحتجاج به ... ". وقال فيه: "وأبو بكر النهشلي وإن كان فاضلا فهو ممن كثر خطؤه، فبطل الاحتجاج به إذا انفرد، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات لم يجرح في فعله ذلك".
(ج) - وقال الذهبي في (الميزان): "وهو حسن الحديث، صدوق". وقال الحافظ في التقريب: "صدوق رمي بالإرجاء".
وهو كما قال، وجرح جارحيه يسير، على أنه يمكن أن يُحمل على إرجائه، أو وهم يسير.
وأما ما نص به ابن حبان فمدفوع بأقوال من تقدم، ومنهم ابن معين، والله أعلم.
و"النهشلي" -بفتح النون، وسكون الهاء، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها اللام- هذه النسبة إلى بني نهشل. الأنساب (5/ 546). وفي "اللباب": هذه النسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك ابن حنظلة ... بطن كبير من تميم (3/ 338).
طبقات ابن سعد (6/ 355)، تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (2/ 697)، العلل للإمام لأحمد -رواية عبد الله- (2/ 157)، تاريخ ابن معين -رواية الدارمي- (942) ص 241)، ثقات العجلي (1916) (ص 493)، المعرفة والتاريخ (3/ 180)، سؤالات الآجري (234) (ص 208)، الجرح والتعديل (9/ 344)، المجروحين (3/ 145)، ثقات ابن شاهين (657) (ص 194)، السنن للدارقطني (2/ 180)، تهذيب الكمال (33/ 157)، الكاشف (2/ 414)، الميزان (4/ 496)، حاشية السبط العجمي على "الكاشف" (2/ 414)، التقريب (ص 625).
و"أَبو بكر النهشلي" هو الملتقى هنا، رواه مسلم في الكتاب والباب المذكورين في (ح / 1878) (1/ 402) برقم (572/ 93) عن عون بن سلام الكوفي عنه، به.
(¬3) ابن يزيد بن قيس النخعي. "ثقة" (99 هـ). ع.
تهذيب الكمال (16/ 530 - 533)، التقريب (ص 336).
(¬4) هو: الأسود بن يزيد بن قيس النخعي.
(¬5) لفظة "فلما انصرف" لا توجد في صحيح مسلم.
(¬6) في صحيح مسلم بلفظ: "فقلنا".
(¬7) كلمة "لهم" ليست في (ل) و (م).
(¬8) "مثلكم" ساقطة من (م).
(¬9) في (م) "أنسى كما تنسون، وأذكر كما تذكرون" بتقديم، وتأخير، وما هنا موافق لما في صحيح مسلم.
(¬10) وأخرجه أحمد في المسند (1/ 420) عن يحيى بن آدم.
والنسائي في "السهو" باب: ما يفعل من صلى خمسا (3/ 33) عن سويد بن نصر، عن عبد الله (ابن المبارك)، كلاهما عن أبي بكر النهشلي، به، بنحوه.

الصفحة 303