كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)
[باب] (¬1) بيان حظر التصفيق في الصَّلاة للرِّجال، وإباحَتِه للنساء، وإباحةِ التَّسْبِيْحِ فيها للمأموم والمصلي وحده إذا نابته في صلاته نائبةٌ يريه بها أن يُعْلِمَ غيره، وإباحة الالتفات للإمام وغيرِه ليَقِفَ عليها (¬2) فَيَعْمَلَ فيها (¬3) ما يجب عليه، وإباحةِ انصرافه قَهْقرى إذا صلَّى بعض الصلاة، إذا علم بدخول من هو أحق بالإمامة منه، والدليلِ على إباحةِ تقدُّمِ المأموم إذا انصرف الإمام وإن لم يقدِّمْه فيصلي، وإباحةِ تخلُّلِ الصفوفِ للداخل بعد دخول الناس في الصلاة، حتى ينتهي إلى مكانه الذي يجب أن يقدَّم (¬4) فيه
¬_________
(¬1) من (ل) و (م)
(¬2) أى: على النائبة التي نابته.
(¬3) أي في النائبة.
(¬4) في (ل) و (م) "يقوم" وهو أنسب.
2008 - حدثنا عليُّ بن حرْب [الطائي] (¬1)، وسعدانُ بن نَصْر (¬2)، وشعيبُ بن عمرو الدمشقي (¬3)، قالوا: ثنا سفيانُ بن عيينة، عن أبي حازم (¬4)،
-[332]- عن سهل بن سعد الساعدي، قال: "وقع بين الأوس والخزرج كلامٌ (¬5)، حتى تناول بعضُهم بعضًا (¬6)، فأُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبر، فأتاهم فاحتبس
-[333]- عندهم؛ فأَذَّن بلالٌ وأقام، وتقدم أَبو بكر [-رضي الله عنه-] (¬7) يؤمُّ الناسَ، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- من مجيئه ذلك؟ فتخلل الناسَ (¬8) حتى انتهى إلى الصف الذي يلي أبا بكر، فالتفت أَبو بكر؛ فإذا هو برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فأشار إليه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن اثبُتْ مكانك، فرفع أَبو بكر رأسه إلى السماء، ونكص القهقري (¬9)، وتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى بالناس، فلما قضى الصلاةَ (¬10) قال: "يا أبا بكر ما منعك أن تَثْبُتَ مكانك؟ " قال: "ما كان الله لِيَرى ابنَ أبي قُحافة بين يدي رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-".
زاد عليٌّ (¬11): بإسناده عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "التصفيق للنساء، من نابه (¬12) شيءٌ من (¬13) صلاته فليقل سبحان الله".
-[334]- وقال سعدان -بإسناده-: قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ما لكم حين نابكم شيءٌ من صلاتكم صَفَّقْتم؟! إنما هذا للنساء. من نابه (¬14) شيء من صلاته فليقل: سبحان الله" (¬15).
¬_________
(¬1) من (ل) و (م)، وهو كذلك، وهو أَبو الحسن الموصلي.
(¬2) ابن منصور، أَبو عثمان، الثقفي البغدادي، البزّار.
(¬3) هو الضبعي أَبو محمد.
(¬4) هو: سلمة بن دينار، وهو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه مسلم من طريق =
-[332]- = أبي حازم، به، وسيأتي ذكر طرقه إليه في الروايات الآتية -إن شاء الله تعالى- بالأرقام (2011، 2009).
(¬5) سيأتي في الحديث الآتي برقم (2009) وما بعده أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذهب ليصلح بين بني عمرو بن عوف، وفي الحديث رقم (2011) أنه كان قتال بين بني عمرو بن عوف، وهم بطن من الأوس، كانوا يسكنون قباء [انظر جمهرة أنساب العرب (ص 332)].
والحديث له طرق عدة ومخرج في مصادر كثيرة منها الصحيحان [انظر تخريج محقق "الإحسان" فيه (6/ 36) وكذلك المسند الجامع (7/ 262)].
ولم أجد عند أحد ما يوافق لفظ المصنف، فما في الصحيحين أصح، -والله أعلم- فالكلام وقع بين رجال هم من بطن من الأوس، وليس بين الأوس والخزرج.
و"الأوس" بطن من مزيقيا من القحطانية، وهم بنو الأوس بن حارثة بن تغلب بن مزيقيا، وهم أحد قبيلتي الأنصار، وهو [الأوس] أخو الخزرج الآتي ذكره.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 332)، نهاية الأرب (ص 95).
و"الخزرج" بطن من مزيقيا من الأزد غلب عليهم اسم أبيهم، فقيل لهم: الخزرج الأكبر بن حارثة ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا.
وهم إحدى قبيلتي الأنصار.
انظر: جمهرة أنساب العرب (ص 339)، نهاية الأرب (ص 60).
(¬6) وفي مسند الحميدي (927) والنسائي (8/ 243)، كلاهما من طريق ابن عيينة، به، بلفظ: "حتى تراموا بالحجارة".
وسيأتي عند المصنف في الحديث رقم (2011) بلفظ: "كان قتالٌ في بني عمرو بن عوف". =
-[333]- = وعند البخاري في "الصلح" (2693) بلفظ: "أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبِر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك ... ".
(¬7) من (ل) و (م).
(¬8) ولفظ البخاري (1218): "وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي في الصفوف يشقها شقا ... ".
(¬9) النكوص: الرجوع إلى الوراء. النهاية (5/ 116).
و"القهقرى": المشي إلى الخلف من غير أن يُعيد وجهه إلى جهة مشيه. المصدر السابق (4/ 129).
(¬10) (ك 1/ 440).
(¬11) أي: علي بن حرْب الطائي -شيخ المصنف-.
(¬12) أى: نزل به واعتراه، كلمة "نابه" تصحفت في (م) إلى "يأته". مشارق الأنوار (2/ 31).
(¬13) هكذا في النسخ المتوفرة [ك م ل س] بلفظ "من" وكذلك فيما زاده المصنف عن =
-[334]- = سعدان في نهاية هذا الحديث. وعند المصنف برقم (2009)، وكذلك عند مسلم (421/ 102) من طريق مالك والبخاري (1218) والنسائي (8/ 243) والحميدي (927) (2/ 413) وعنه الطبراني في الكبير (5914)، وأحمد في مسنده (5/ 330)، والطحاوي في (شرح المشكل)، (5/ 8)، (1754)، -وغيرهم- كلهم من طريق ابن عيينة نفسه، وغيرهم بلفظ: "في" ولم أر من وافق المصنف في هذه اللفظة.
(¬14) تصحفت كلمة "نابه" في (م) إلى "يأته".
(¬15) من فوائد الاستخراج:
التصريح باسم المؤذن، وأنه بلال، ولم يرد ذلك في رواية مسلم، وانظر: (التمهيد) (21/ 101)، و (الاستذكار) (6/ 234).
الصفحة 331
454