كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)

باب [بيان] (¬1) إجازة صلاة من يأتَمُّ (¬2) بمن (¬3) لا ينوي أن يكون هو إمامَه، والدليلِ على أنَّ من أدرك مع الإمام بعض صلاته أنه أولُ صلاته، وإباحةِ ترد المؤذِّنِ انتظارَ الإمام إدا دخل وقتُ الصلاة
¬_________
(¬1) " بيان" من (م).
(¬2) في (م) "أتم".
(¬3) في المطبوع "بمن أن" -خطأ-.
2020 - حدثنا أَبو حميدٍ عبد الله بن محمد -مولى بني هاشم (¬1) - قال: ثنا (¬2) حجاجُ بن محمد، عن ابن جريج (¬3)، قال: أخبرني ابنُ شهاب عن حديث عبّاد بن زياد (¬4)،
-[344]- أنَّ عروةَ بن المغيرة بن شعبة (¬5) أخبره، أنَّ المغيرةَ بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوةَ تبوك، قال المغيرة: فَتَبَرَّزَ (¬6) رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قِبَل الغائط (¬7)؛ فحملتُ معي (¬8) إداوةً (¬9) قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليَّ أخذتُ أهريق على يديه من الإداوة، فغسل يديه ثلاث مرات، وغسل وجهه، ثم ذهب يحسر (¬10) جُبَّته عن ذراعيه، فضاق كُمَّا
-[345]- جُبَّته، فأدخل يديه في الجبة حتى أخرج يديه من أسفل (¬11) الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثم توضأ ومسح (¬12) على خُفَّيْه، ثم أقبل وأقبلتُ معه، فلحقنا الناسَ قد قدّموا عبد الرحمن بن عوف يصلي بهم، فأدرك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-[إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الأخرى (¬13)]؛ فلما سلَّم عبد الرحمن قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُتِمُّ صلاته، فأفزع ذلك المسلمين؛ فأكثروا التسبيح، فلما قضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- صلاته أقبل عليهم، ثم قال: "أحسنتم" أو "أصبتم"، يُغَبِّطُهُمْ (¬14) أن صلَّوا الصلاة لوقتها".
¬_________
(¬1) هو المصيصيُّ، و (بنو هاشم) بطن معروف من قريش من العدنانية، وهم: بنو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ...
انظر: نسب قريش للزبيري (ص 14، 13، 12)، نهاية الأرب (ص 386، 33).
(¬2) في (م) "سمعت" بدل "ثنا".
(¬3) هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، فقد رواه عن محمد بن رافع، وحسن الحلواني، جميعا عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، به، بمثله.
كتاب الصلاة باب: تقدم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخر الإمامُ ولم يخافوا مفسدةً بالتقديم (1/ 317 - 318) برقم (274) [بعد رقم (421/ 104)].
(¬4) ابن أبي سفيان، وهو أخو عبيد الله بن زياد، يكنى: أبا حرب (100 هـ) (م د س).
قال ابن المديني: "مجهول، لم يرو عنه غير الزهري"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: "ثقة"، وقال الحافظ: "وثقه ابن حبان". =
-[344]- = الثقات لابن حبان (7/ 158)، تاريخ دمشق (26/ 234)، تهذيب الكمال (14/ 120)، الكاشف (1/ 530)، التقريب (ص 290).
(¬5) أَبو يعفور الثقفي، الكوفي، و "يعفور" -على وزن يعقوب- بالفاء، وآخره راء. "ثقة، من الثالثة، مات بعد التسعين". ع. الإكمال لابن ماكولا (7/ 336)، تهذيب الكمال (20/ 37 - 39)، توضيح المشتبه (9/ 238)، التقريب (ص 390).
(¬6) أي: خرج إلى البراز للحاجة، و "البَراز": الفضاء الواسع. المجموع المغيث (1/ 148)، النهاية (1/ 118).
وفي (م): "فيرز"، وهو تحريف.
(¬7) الغائط: المطمئن المنخفض من الأرض، ومنه قيل لموضع قضاء الحاجة: الغائط؛ لأن العادة أن الحاجة تُقضى في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له. انظر: المجموع المغيث (2/ 586)، النهاية (3/ 395).
(¬8) في (م): "معه" موافقا لما في صحيح مسلم.
(¬9) الإداوة: -بالكسر-: إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسَّطيحة ونحوها، وجمعها أداوى. النهاية (1/ 33)، وانظر: مشارق الأنوار (1/ 24).
(¬10) أي: يخرج ذراعيه عن كميه، ولفظ صحيح مسلم: "ثم ذهب يُخرج جبته عن ذراعيه".
المجموع المغيث (1/ 445). و "الكُمّ": رُدْن القميص. النهاية (4/ 200).
(¬11) (ك 1/ 428).
(¬12) كلمة "ومسح" لا توجد في (ل) و (م) وكذلك في صحيح مسلم.
(¬13) ما بين المعقوفتين كله ساقط من الأصل و (س)، والاستدراك من (ل) و (م)، وهو موجود في صحيح مسلم.
(¬14) قال ابن الأثير بعد ضبطه بالتشديد: "هكذا روي بالتشديد، أي: يحملهم على الغبط، ويجعل هذا الفعل عندهم مما يُغْبط عليه، وإن روي بالتخفيف فيكون قد غبطهم لتقدمهم وسبقهم للصلاة". [وهو مشكول هكذا -مشدَّدًا- في النسخة السندية.] النهاية (3/ 340).

الصفحة 343