كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)
2039 - حدثنا أَبو جعفر الدارمي (¬1)، قال: ثنا أَبو عاصم، قال (¬2): ابنُ جريج (¬3) أخبرني، قال: أخبرني عثمان بن أبي سليمان -بإسناده- قالت: "كان (¬4) رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لما كَبُرَ كثُرَ لحمه كان أكثر صلاته جالسا".
¬_________
(¬1) هو: أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، أَبو جعفر السرخسي. "ثقة حافظ" (253 هـ) (، (خ م د ت ق). تهذيب الكمال (1/ 314 - 317)، التقريب (ص 79).
و"الدارمي -بفتح الدال المهملة، وكسر الراء-: هذه النسبة إلى بني دارم، وهو: دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. الأنساب (2/ 440)، اللباب (1/ 484).
(¬2) في الأصل و (ط) و (س) هنا زيادة "قال" وهو خطأ، "وابن جريج" بعده مرفوع على الفاعلية للفعل "أخبرني" المتأخر عنه، والمثبت من (ل) و (م).
(¬3) هنا موضع الالتقاء.
(¬4) كذا في النسخ بتكرار "كان" هنا وبعد كلمة "لحمه"، ولا إشكال فيه.
2040 - حدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي (¬1)، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أبنا الجُرَيْرِيُّ (¬2)، عن عبد الله بن شقيق، قال: قلتُ لعائشةَ:
-[363]- "هل كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي قاعدا؟ قالتْ (¬3): "نعم، حين حَطمه السنُّ". أو قالتْ: "حتى حطمه السن" (¬4).
رواه زيدُ بن الحباب (¬5)، عن الضحاك بن (¬6) عثمان، قال: حدثني عبد الله بن عروة (¬7)، عن أبيه (¬8)، عن عائشةَ، قالتْ: "لما بَدَّن (¬9)
-[364]- رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وثَقُلَ كان أكثر صلاته جالسًا" (¬10).
¬_________
(¬1) أَبو جعفر الدقيقي. و "الواسطي" نسبة إلى واسط العراق. الأنساب (5/ 561)، اللباب (3/ 347).
(¬2) هو: سعيد بن إياس الجريري، أَبو مسعود البصري.
(¬3) في الأصل و (ط): "قالت: قلت: نعم" بزيادة "قلت"- وهذا خطأ، والمثبت من (ل) و (م).
(¬4) هكذا في الأصل و (ط) بلفظ: "السنن"، وفي (ل) و (م) في الموضع الثاني: "أو قالت: حين حطمه البأس"، وفي صحيح مسلم، والنسائي (3/ 223) - من رواية يزيد بن زريع، عن الجريري، وعند أحمد في المسند (6/ 218) بلفظ: "بعد ما حطمه الناس".
ومعناه: كناية عن كبره فيهم، ويقال: حطم فلانًا أهلُه إذا كبر فيهم، كأنهم ربما حملوه من أثقالهم فصيّروه شيخا محطومًا. تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص 525)، مشارق الأنوار (1/ 192 - 193).
(¬5) زيد بن الحباب -بضم المهملة، وموحدتين- أَبو الحسين العُكلي -بضم المهملة، وسكون الكاف- أصله من خراسان.
(¬6) تصحفت "ابن" في (ط) إلى "عن".
(¬7) ابن الزبير بن العوام، أَبو بكر الأسدي. "ثقة ثبت، فاضل، بقي إلى أواخر دولة بني أمية، وكان مولده سنة 45 هـ". (خ م ت س ق). تهذيب الكمال (15/ 296 - 305)، التقريب (ص 314).
(¬8) هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أَبو عبد الله المدني. "ثقة فقيه مشهور"، (94 هـ) على الصحيح. ع. تهذيب الكمال (20/ 11 - 24)، التقريب (ص 389).
(¬9) لفظة "بدن" ضُبطت على وجهين: =
-[364]- = أ -بضم الدال مخففة "بدُن" [وهكذا ضُبط في الأصل و (ط)] ومعناه: عظم بدنه، وكثر لحمه.
ب -بفتح الدال مشددة "بَدَّن". ومعناه: أسنَّ، أو: ثقل من السن. وأنكر أَبو عبيد القاسم وغَيْرُه المعنى الأول بحجة أن هذا ليس صفته -صلى الله عليه وسلم- (يعني: عظم بدنه كثرة لحمه). وردَّ ذلك القاضي عياض لصحّة رواية: "لما كبر وكثر لحمه" - وقد مرت عند المصنف برقم (279).
فالوجهان صحيحان. غريب الحديث لأبي عبيد (1/ 96)، مشارق الأنوار (1/ 80)، شرح النووي لمسلم (6/ 13).
(¬10) رواه الإمام مسلم عن محمد بن حاتم، وحسن الحلواني، كلاهما عن زيد بن الحباب، والإمام أحمد في ": المسند" (6/ 257) عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، كلاهما (زيد وإسماعيل) عن الضحاك بن عثمان به. واللفظ لمسلم. الكتاب والباب المذكوران (1/ 506) برقم (732/ 117).
الصفحة 362
454