كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)
2089 - حدثنا محمدُ بن إسحاق الصغاني (¬1)، وأبو أُمَيَّةَ الطرسوسي، قالا: أبنا أبو اليمان، قال: أبنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروةُ بن الزبير، أنَّ عائشة [زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-] (¬2) أخبرتْه، أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة: "اللهُمَّ إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم (¬3) والمغرم". قالتْ: فقال له قائلٌ: ما أَكْثَرَ ما
-[428]- تَسْتَعِيْذُ من المَغْرم يا رسولَ الله؟ فقال: "إنَّ الرجلَ إذا غَرِمَ حَدَّث فكذب، ووَعَدَ فأَخْلَف" (¬4).
هذا لفظُ الصغاني، وهو أتمهما حديثًا (¬5).
¬_________
(¬1) هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن أبي بكر بن إسحاق (وهو الصغاني، شيخ المؤلف) كما صرح به المزي في "التحفة" (12/ 44)، به، بمثله، إلا أنّ فيه "أن عائشة -زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-- أخبرته". كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يُسْتعاذ منه في الصلاة، (1/ 412) برقم (589).
(¬2) من (ل) و (م).
(¬3) المأثم: الأمر الذي يأثم به الإنسان، أو هو الإثم نفسه.
و"المغرم" مصدر وُضِعَ موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم =
-[428]- = كالغرم، وهو الدين. انظر: المجموع المغيث (2/ 556)، النهاية (1/ 24)، شرح النووي (5/ 87)، فتح الباري (2/ 371).
(¬4) وأخرجه البخاري (832) في "الأذان": باب الدعاء قبل السلام (2/ 369، مع الفتح)، و (2397) في "الاستقراض" باب: من استعاذ من الدين (5/ 74، مع الفتح)، عن أبي اليمان، به، بمثله، وسياقه في "الصلاة" أتم.
وأيضًا (2397) عن إسماعيل (ابن أويس)، عن أخيه (أبي بكر عبد الحميد) عن سليمان (ابن بلال) عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، به.
(¬5) هنا ينتهي المجلد الأول في نسخة دار الكتب المصرية، كتب بعد هذا: "آخر المجلد الأول من كتاب مختصر أبي عوانة من تجزئة خمسة أجزاء -ويتلوه إن شاء الله في الثانية باب "التسليمتين عند الفراغ من التشهد". والحمد لله وحده، وصلواته على محمد نبيه وآله وصحبه. وافق الفراغ من كتابته أول شهر رجب المبارك من سنة ست وتسعين وخمسمائة، بدار الحديث بمدينة دمشق عمرها الله". وبعده سماعات.
الصفحة 427
454