كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)

2093 - حدثني أبي [رحمه الله] (¬1)، قال: ثنا أبو مروان (¬2)، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد (¬3)، عن عمرو بن يحيى المازني (¬4)، عن محمد بن يحيى بن حبّان (¬5)، عن عمّه واسع بن حبّان (¬6)، قال: قلت لعبد الله بن زيد: أَخْبِرْني عن صلاة رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- كيف كانتْ؟ فذكر التكبير كُلَّما وضعَ رأسَه، وكُلَّما رفعه، وذكر: "السَّلام عليكم ورحمةُ الله" عن يمينه، "السلام عليكم" عن يساره (¬7).
¬_________
(¬1) من (ل) و (م).
(¬2) هو: محمد بن عثمان بن خالد الأموي العثماني، المدني، نزيل مكة.
(¬3) هو الدراوردي، أبو محمد المدني.
(¬4) ابن عمارة بن أبي حسن المدني.
و"المازني": -بكسر الزاي- نسبة إلى مازن، وهم قبائل وبطون، والمترجم من "مازن" الأنصار. انظر: مؤتلف ابن القيسراني (ص 125)، الأنساب (5/ 165)، اللباب (3/ 145).
(¬5) ابن منقذ الأنصاري المدني.
(¬6) حبان": -بفتح المهملة، ثم موحدة ثقيلة- ابن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني المدني. صحابي ابن صحابي، وقيل: بل ثقة من الثانية. ع. أسد الغابة (5435)، (5/ 401 - 402)، تهذيب الكمال (30/ 396 - 397)، الإصابة (6/ 464)، (9113)، التقريب (ص 579).
(¬7) هذا الحديث من زوائد أبي عوانة على صحيح الإمام مسلم، وأخرجه: =
-[433]- = أحمد في المسند (2/ 72) (5402) عن أبي سلمة (وهو منصور بن سلمة الخزاعي)، والنسائي في "المجتبى " (3/ 63) و "الكبرى" (1244)، (1/ 393)، كتاب السهو، باب كيف السلام على الشمال، عن قتيبة (ابن سعيد).
كلاهما عن الدراوردي، عن عمرو بن يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، قال: قلت لابن عمر: أخبرني عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف كانت ... بمثله.
وأخرجه الشافعي في "الأم" (1/ 145) وعنه البيهقي في "المعرفة" (3/ 95) عن الدراوردي، به، مختصرًا، وفيه عن واسع: قال مرة: عن ابن عمر، ومرة عن عبد الله بن يزيد.
وأخرجه أحمد في المسند (2/ 152) (6397).
وأبو يعلى (5764)، (10/ 142) عن زهير.
وابن خزيمة (576)، (1/ 289) عن: أحمد بن منيع، والحسن بن محمد والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 268) عن علي بن شيبة.
خمستهم عن روح بن عبادة.
ورواه الشافعي في "الأم" (1/ 145)، وعنه البيهقي في "المعرفة" (3/ 94) عن مسلم بن خالد، وعبد المجيد بن أبي روّاد.
والنسائي في "المجتبى": كتاب السهو، باب: كيف السلام على اليمين (3/ 62)، وفي "الكبرى" كتاب صفة الصلاة، باب: كيف السلام على اليمين (1243) (1/ 393)، وكذلك ابن خزيمة (576)، (1/ 289) والبيهقي في "الكبرى" (2/ 178)، ثلاثتهم عن حجاج بن محمد.
أربعتهم [روح ومسلم وعبد المجيد وحجاج] عن ابن جريج، وقد صرح ابن جريج عند =
-[434]- = الجميع -ما عدا الشافعي- بالتحديث فانتفت شبهة التدليس.
ورواه الطبراني في "الكبير" (13313)، (12/ 268) عن محمد بن محمد الواسطي، عن وهيب بن بقية، عن خالد بن عبد الله الواسطي، كلاهما (ابن جريج وخالد) عن عمرو بن يحيى، به، بذكر ابن عمر وحده بنحوه جميعهم -ما عدا الشافعي فإنه رواه مختصرًا- بزيادة لفظة: "ورحمة الله" عن يساره أيضًا.
فالخلاصة: اختُلف على عمرو بن يحيى، ثم الدراوردي:
1 - فمنهم من جزم بذكر عبد الله بن عمر؛ وهم:
أ- ابن جريج، وخالد بن عبد الواسطي، عن عمرو بن يحيى.
ب- قتيبة بن سعيد، ومنصور بن سلمة، عن الدراوردي.
2 - ومنهم من جزم بذكر عبد الله بن زيد، وهو: أبو مروان، عن الدراوردي فقط.
3 - ومنهم من نقل التردد فيه عن عمرو بن يحيى؛ وهو: الشافعي.
وأما الاختلاف في ذكر ابن عمر أو ابن زيد فيبدو أن الراجح فيه هو قول من ذكر ابن عمر وذلك للوجوه الآتية:
1 - الذين ذكروا ابنَ عمر من أصحاب عمرو بن يحيى هم: اثنان بينما يخالفهما واحد.
2 - كما أنهما أقوى منه بحيث إنه يصار إلى قول أحدهما إذا خالفه الدراورديُّ فكيف بهما جميعًا.
فـ (خالد) ممن أخرج له البخاري عن عمرو بن يحيى، وهو "تقة ثبت"، وابن جريج "ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل"، وقد أَمِنَّا تدليْسَه هنا لتصريحه بالسماع فقولهما أولى بالترجيح.
وهذا على أن ذكر (ابن زيد) هو الراجح في طريق الدراوردي، وليس هكذا بل =
-[435]- = الراجح في طريقه هو أيضًا ذكر ابن عمر للآتي:
3 - تَفَرَّدَ أبو مروان بذكر (ابن زيد) جزمًا، وتابعه الشافعي بذكره مقرونًا بابن عمر شكًّا.
بينما خالفهما قتيبةُ وأبو سَلَمَةُ (منصور بن سلمة) فذكرا ابنَ عمر جزمًا، فقولهما أولى لقوتهما، وجزمهما، وأما أبو مروان فلا يساويهما لأنه موصوف بوجود النكارة في حديثه، وأما الشافعي فلم يجزم في ذلك.
هذا، ويمكن القول بثبوت الوجهين عن الدراوردي.
أقوال العلماء في الحديث:
1 - نقل المزي في "الأطراف" (6/ 257) عن النسائي قوله: "هذا حديث منكر، والدراوردي ليس بالقوي". [ولا يوجد هذا الكلام في نسخ سنن النسائي (المجتبى) و"الكبرى" المطبوعتين].
2 - قال ابن خزيمة عقب تخريجه له في صحيحه (1/ 289): "اختلف أصحابُ عمرو بن يحيى في هذا الإسناد، فقال: إنه سأل عبد الله بن زيد بن عاصم، وخرجته في كتابي "الكبير".
3 - وقال البيهقي في "الكبرى" (2/ 178): "أقام إسناده ححاجُ بن محمد وجماعة، وقصر به بعضُهم عن ابن جريج، واختلف فيه عبد العزيز بن محمد الدراورديُّ على عمرو بن يحيى، ومن أقامه حجةٌ، فلا يضره خلافُ من خالفه".
4 - وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/ 189): "وأما حديث ابن عمر في التسليمتين فحديث حسن من حديث محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن ابن عمر". وهو ترجيحٌ لما صرتُ إلى ترجيحه.
وقد صحَّح إسنادَ الحديث -بذكر ابن عمر- كلٌّ من: =
-[436]- = 1 - الشيخ أحمد شاكر في [المسند (7/ 211)، رواية الدراوردي) و (9/ 196) -رواية ابن جريج-].
2 - الشيخ الألباني، فقال عن رواية ابن جريج: "صحيح الإسناد"، وعن رواية الدراوردي: "حسن صحيح". صحيح سنن النسائي (1/ 284 - 285).
3 - كما صحح إسناده الشيخُ شعيب الأرنؤوط، انظر: المسند برقم (6397)، (5402).
فالحديث بذكر (ابن زيد) إلى الضعف أقرب منه إلى القوة. والله تعالى أعلم بالصواب.

الصفحة 432