كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 5)

[باب] (¬1) بيان حَظرِ الكلامِ في الصَّلاةِ بعد إِباحتِه فيها، والدَّليلِ على أنَّ مَنْ تكلَّم فيها على الخطأِ، و (¬2) في الموضعِ الذي يظنُّ أنه جائزٌ له، كانَتْ صلاتُه جائزةً، وإباحةِ ردِّ السلامِ إشارةً بيده
¬_________
(¬1) من (ل) و (م).
(¬2) في (ل) و (م): "أو" بدل الواو.
1760 - حدثنا محمَّدُ بن إسحاقَ (¬1) الصَّغَانيُّ (¬2)، قال: ثنا
-[6]- يعلى (¬3) بن عُبَيْدٍ (¬4)، قال: ثنا إسْماعيلُ بن أبي خالدٍ (¬5)، عن الحارثِ بن شُبَيْل (¬6)، عن أبي عَمْرو (¬7) الشَّيْبانيِّ (¬8)، عن زيدِ بن أَرْقَم، قال: "كُنَّا نتكلَّم
-[7]- في الصَّلاةِ، يُكَلِّمُ أحدُنَا صاحِبَه فيما بَيْنَه وبَيْنَه، حتَّى نزلَتْ هذه الآية {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)} (¬9)، فأُمِرْنا بالسُّكُوتِ" (¬10).
و (¬11) رواه هُشَيم (¬12) عن إسماعِيْلَ، وقال فيه: "فأمِرْنا بالسُّكوتِ ونُهِيْنَا عنِ الكلام" (¬13).
¬_________
(¬1) هو: محمد بن إسحاق بن جعفر -ويقال: محمد بن إسحاق بن محمد- أَبو بكر الصاغاني، نزيل بغداد، خراساني الأصل. "ثقة ثبت" (270 هـ)، (م 4).
تهذيب الكمال (24/ 396 - 399)، التقريب (ص 467).
(¬2) الصغاني -بفتح المهملة والمعجمة- نسبة إلى بلادٍ مجتمعةٍ وراء نهر جَيْحون -المعروف بـ (آمو)، وهو الحدُّ الفاصلُ بين أفغانستان وبعضِ الجمهورياتِ الإسْلامية- السُّوفيتيَّة سابقًا-، يقال لها "جغانيان" وتعرَّب فيقال لها (الصغانيان)، وهي كورةٌ عظيمةٌ واسعة، تقع الآن في جمهورية (أوزبكستان)، وكانت قصبتها تحمل اسمها، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة (ترمذ) على أربع وعشرين فرسخًا، وقد اختفى اسمها تمامًا من الخريطة بحلول القرن الثامن الهجري وربما كانت تشغل الموضع الذي تشغله مدينة (ده نو) الحديثة في الجنوب الغربي من جمهورية (أوزبكستان) والنسبة إليها بـ (الصغاني) و (الصاغاني) أيضًا.
انظر: الأنساب (3/ 542)، معجم البلدان (3/ 464)، اللباب (2/ 242)، بلدان الخلافة الشرقية (ص 483)، (تركستان) (ص 155 - 156)، المسلمون في الاتحاد السوفيتي (1/ 235)، دائرة المعارف الإسلامية (14/ 213).
(¬3) (ك 1/ 377).
(¬4) ابن أبي أميَّة الكوفي، أَبو يوسف الطَّنافِسِي (209 هـ) على الأرجح، وهو "ثقةٌ إلا في الثَّوري"، ع.
تهذيب الكمال (32/ 391)، الكاشف (2/ 397)، التقريب (ص 609).
(¬5) هنا موضع الالتقاء مع الإمام مسلم، رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن هُشَيْم، به، بنحوه.
صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريمِ الكلام في الصلاةِ، ونسخِ ما كان من إباحته، (1/ 383) برقم (539).
و"إسماعيل بن أبي خالد" هذا هو البجلي، الأَحْمَسيُّ مولاهم، أَبو عبد الله الكوفي (146 هـ)، "ثقة ثبت". ع.
تهذيب الكمال (3/ 69 - 76)، التقريب (ص 107).
(¬6) ابن عوف بن أبي حَبِيْبَة الأَحْمَسِيّ البَجَلي، أَبو الطُّفيل الكوفي، ويقال: ابن شِبْل أيضًا، وهو "ثقة، من الخامسة"، (خ م د ت س). تهذيب الكمال (5/ 237 - 239)، التقريب (ص 146).
(¬7) هو: سعد بن إياس الكوفي، أدرك زمنَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ولم يره. "ع".
الاستيعاب (924)، (2/ 150)، أسد الغابة (1969)، (2/ 421)، تهذيب الكمال (10/ 258)، الإصابة (3684)، (3/ 209).
(¬8) بفتح الشين المعجمة، نسبة إلى قبيلة معروفة في بكر بن وائل، وهو شَيْبان بن ذُهْل بن ثَعْلَبة بن عكابة.
المؤتلف والمختَلف لابن القيسراني (ص 86)، الأنساب (3/ 482)، اللباب (2/ 219).
(¬9) سورة "البقرة": 238.
(¬10) وأخرجه البخاري (1200) في "العمل في الصلاة" باب ما يُنْهَى من الكَلام في الصَّلاة، (3/ 88، مع الفتح)، عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى -و (4534) في "التفسير" باب {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)}، (8/ 46، مع الفتح)، عن مسدد، حدثنا يحيى، كلاهما عن إسماعيل بن أبي خالد به، بنحوه.
من فوائد الاستخراج:
1 - أخرج أَبو عوانة عن شيخه "محمد بن إسحاق الصغاني"، وفيه تكثير للطرق.
2 - روى عن يعلى بن عُبَيْدٍ، وهو لم يوصَفْ بالتدليس، ومع ذلك فقد صَرَّحَ بالسَّماعِ عن إسماعيلَ، بينما روى مسلم من طريق هشيم -وهو موصوفٌ بكثرة التدليس- وقد عَنْعَنَ.
3 - التقى أَبو عوانة مع مسلم في "إسماعيل بن أبي خالد" وهذا "بدل".
(¬11) في (ل) و (م): "رواه" - بدون الواو.
(¬12) ابن بشير بن القاسم بن دينار السُّلَمِي، أَبو معاوية بن أبي خازم الواسطي.
(¬13) أسنده الإمام مسلم -كما سبق- في الصحيح (1/ 383) برقم (539).

الصفحة 5