كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
2906- أَخبَرنا عَبدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ أَبُو حَصِينٍ، قَالَ: حَدثنا عَبْثَرٌ، قَالَ: حَدثنا حُصَيْنٌ، عَن مُجَاهِدٍ، عَن عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: زَوَّجَنِي أَبي امْرَأَةً، فَجَاءَ يَزُورُهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَيْنَ بَعْلَكِ؟ فَقَالَتْ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ لا يَنَامُ اللَّيْلَ وَلا يُفْطِرُ (1) النَّهَارَ، فَوَقَعَ بِي، وَقَالَ: زَوَّجْتُكَ امْرَأَةً مِنَ المُسْلِمِينَ، فَعَضَلْتَهَا، قَالَ: فَجَعَلْتُ لا أَلْتَفِتُ إِلَى قَوْلِهِ مِمَّا أَرَى عِنْدِي مِنَ القُوَّةِ وَالاِجْتِهَادِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم، قَالَ: لَكِنِّي أَنَا أَقُومُ وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، قَالَ: صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، قُلْتُ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: صُمْ صَوْمَ دَاوُدَ، صُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، قُلْتُ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: اقْرَإِ القُرْآنَ فِي شَهْرٍ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى خَمْسَ عَشْرَةَ، وَأَنَا أَقُولُ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «يفتر» وقال في الحاشية في (ت): «يُفْطِرُ»، وكذلك في طبعة الرسالة.
2907- أَخبَرنا يَحيَى بنُ دُرُسْتَ، قَالَ: حَدثنا أَبو إِسمَاعِيلَ، قَالَ: حَدثنا يَحيَى بنُ أَبي كَثِيرٍ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبدَ اللهِ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم حُجْرَتِي، فَقَالَ: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلْتُ (1): بَلَى، قَالَ: فَلا تَفْعَلْ، نَمْ وَقُمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ، فَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجَتِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّهُ عَسَى أَنْ يَطُولَ بِكَ عُمُرٌ، وَإِنَّهُ حَسْبُكَ أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثًا، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، بِالحَسَنَةِ عَشْرًا، قُلْتُ (1): إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: صُمْ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، فَشَدَّدْتُ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قَالَ: صُمْ صَوْمَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: نِصْفُ الدَّهْرِ.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «قال»، وجاء في الحاشية: في ("ت»، و"ح»، و"ر"): «قلت»، وكذلك في طبعة الرسالة.
الصفحة 162