كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)

3721 - أَخبَرني زَكَرِيَّا بنُ يَحيَى، قَالَ: حَدثنا إِسحَاقُ بنُ إِبرَاهِيمَ، قَالَ: أَخبَرنا عَليُّ بنُ الحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبي، عَن يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ فِي سُورَةِ النَّحْلِ: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ} إِلَى: {وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} فَنُسِخَ، وَاسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} وَهُوَ عَبدُ اللهِ بنُ سَعْدِ بْنِ أَبي سَرْحٍ، الَّذِي كَانَ عَلَى مِصْرَ كَانَ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، فَأَزَالَهُ الشَّيْطَانُ، فَلَحِقَ بِالكُفَّارِ، فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الفَتْحِ، فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ، فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم.
13 - الحُكْمُ فِيمَنْ سَبَّ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم.
3722 - أَخبَرني عُثْمَانُ بنُ عَبدِ اللهِ بْنِ خُرَّزَاذَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبَّادُ بنُ مُوسَى، قَالَ: حَدثنا إِسمَاعِيلُ بنُ جَعفَرٍ، قَالَ: حَدثنا إِسرَائِيلُ، عَن عُثْمَانَ الشَّحَّامِ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ رَجُلاً أَعْمَى، فَانْتَهَيْتُ إِلَى عِكْرِمَةَ، فَأَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: حَدَّثَنِي ابنُ عَبَّاسٍ، أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ، وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابنَانِ، فَكَانَتْ تُكْثِرُ الوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم وَتَسُبُّهُ، فَيَزْجُرُهَا فَلا تَزْدَجِرُ، وَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم، فَوَقَعَتْ فِيهِ، فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى المِغْوَلِ (1)، فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا، فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا فَقَتَلْتُهَا، فَأَصْبَحَتْ قَتِيلاً، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلى الله عَليه وسَلم، فَجَمَعَ النَّاسَ، وَقَالَ: أَنْشُدُ اللهَ رَجُلاً لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَفَعَلَ مَا فَعَلَ إِلاَّ قَامَ، فَأَقْبَلَ الأَعْمَى يَتَدَلْدَلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم، أَنَا صَاحِبُهَا، كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي، وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً، وَلِي مِنْهَا ابنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الوَقِيعَةَ فِيكَ، وَتَشْتِمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي، وَأَزْجُرُهَا فَلا تَزْدَجِرُ، فَلَمَّا كَانَتِ البَارِحَةَ، ذَكَرْتُكَ، فَوَقَعَتْ فِيكَ، فَقُمْتُ إِلَى المِغْوَلِ (1)، فَوَضَعْتُهَا فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليه وسَلم: أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ.
_حاشية__________
(1) في طبعة التأصيل: «المعول»، وقال محققو طبعة التأصيل: في (ل): «المغول» بالغين المعجمة، وصحح فوقها وتحتها كأنه يشير إلى صحة الوجهين والله أعلم، والمعول: الفأس.
أما "المِغْوَل» بكسر الميم، وسكون المعجمة: فهو شِبْه سَيْف قَصِير، يَشتَمِل به الرجُل تَحْت ثِيابه فَيُغَطِّيه. انظر "النهاية في غريب الحديث» 3/ 397.

الصفحة 559