كتاب السنن (المعروف بالسنن الكبرى) للنسائي - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)

2607- أَخبَرنا مُحَمدُ بنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدثنا أَبو عَامِرٍ العَقَدِيُّ، قَالَ: حَدثنا سُلَيمَانُ بنُ المُغِيرَةِ، عَن ثَابِتٍ، عَن أَنَسٍ، قَالَ: نُهِينَا فِي القُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلم عَن شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبنا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ العَاقِلُ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ، فَيَسْأَلَهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ، فَأَخبَرنا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ فِيهَا الجِبَالَ؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ: فَمَنْ جَعَلَ فِيهَا المَنَافِعَ؟ قَالَ: اللهُ، قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَنَصَبَ الجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا المَنَافِعَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَدَقَةَ أَمْوَالِنَا، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا الحَجَّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا وَلا أَنْتَقِصُ، فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلم: لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ.

الصفحة 8