كتاب اختصار صحيح البخاري وبيان غريبه (اسم الجزء: 5)

حتى أرجع إليك"، قال: فانطلق في الحَرَّة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل يقول: "وإن سرق وإن زنى"، قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبى اللَّه! جعلني اللَّه فداءك، مَنْ تُكَلَّم في جانب الحرّة؟ ما سمعت أحدًا يرجع إليك شيئًا. قال: "ذاك جبريل (¬1)، عَرَضَ لي في جانب الحرة قال: بشِّر أمتك أنه من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة. قلت: يا جبريل! وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم (وإن سرق وإن زنى. قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم، وإن شرب الخمر") (¬2).
وعنه (¬3) قال: كنت أمشي مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حرّة المدينة، فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فقال: "يا أبا ذر! " فقلت (¬4): لبيك يا رسول اللَّه. قال: "ما يسرني أن عندي مثل أُحُدٍ ذهبًا تمضي عليَّ ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيء (¬5) أَرصُده لدَيْني (¬6)،
¬__________
(¬1) في "صحيح البخاري": "ذلك جبريل عليه السلام".
(¬2) ما بين القوسين في "صحيح البخاري" كالتالي: "قال قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم. قلت: وإن سرق وإن زنى؟ قال: نعم".
(¬3) خ (4/ 181)، (81) كتاب الرقاق، (14) باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما يسرني أَنَّ عندي مثل أحد هذا ذهبَا"، من طريق الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر به، رقم (6444).
(¬4) في "صحيح البخاري": "قلت".
(¬5) في "صحيح البخاري": "إلا شيئًا".
(¬6) في "صحيح البخاري": "لدينٍ".
_______
= وهب، عن أبي ذر به، رقم (6443).

الصفحة 40