كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
فَقَالَ عَمْرٌو: قَدْ أُخْلِصْتُ أَنَا وَأَنْتَ أَنْ نُسَمِّيَ رَجُلاً يَلِي أَمَرَ هَذَهِ، فَسَمِّ يَا أَبَا مُوسَى، فَإِنِّي أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أُبَايِعَكَ عَلَى أَنْ تُبَايِعَنِي، فَقَالَ أَبو مُوسَى: أُسَمِّي عَبدَ اللهِ بن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ عَبدُ اللهِ بن عُمَرَ فِيمَنِ اعْتَزَلَ، فَقَالَ عَمْرٌو: فَأَنَا أُسَمِّي لَكَ مُعَاوِيَةَ بن أَبِي سُفْيَانَ، فَلَمْ يَبْرَحَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا ذَلِكَ، حَتَّى اخْتَلَفَا وَاسْتَبَّا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى النَّاسِ، ثُمَّ قَالَ أَبو مُوسَى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ وَجَدْتُ مَثَلَ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ، مَثَلَ الَّذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} حَتَّى بَلَغَ: {لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وَقَالَ عَمْرُو بن الْعَاصِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي وَجَدْتُ مَثَلَ أَبِي مُوسَى، مَثَلَ الَّذِي قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} حَتَّى بَلَغَ: {الظَّالِمِينَ} ثُمَّ كَتَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالمَثَلِ الَّذِي ضَرَبَ لِصَاحِبِهِ إِلَى الأَمْصَارِ.
10530- قَالَ الزُّهْرِيُّ: عَن سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: فَقَامَ مُعَاوِيَةُ عَشِيَّةً، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مُتَكَلِّمًا فِي هَذَا الأَمْرِ، فَلْيُطْلِعْ لِي قَرْنَهُ، فَوَاللهِ لاَ يَطْلُعُ فِيهِ أَحَدٌ إِلاَّ كُنْتُ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ، قَالَ: يُعَرِّضُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،
الصفحة 101