كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
10546- عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَن سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُوسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَوْسَاتُهَا تَنْطِفُ، فَقُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنْ أَمَرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ، وَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٍ، قَالَتْ: فَالْحَقْ بِهِمْ، فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، وَالَّذِي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ، فَلَمْ تَدَعْهُ، حَتَّى يَذْهَبَ، فَلَمَّا تَفَرَّقَ الْحَكَمَانِ، خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: مَنْ كَانَ مُتَكَلِّمًا فَلْيُطْلِعْ قَرْنَهُ.
10547 - عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ، عَن حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ، كَانَ عَلَى الْخَيْلِ: قَيْسُ بن مَكْشُوحٍ الْعَبْسِيُّ، وَعَلَى الرَّجَّالَةِ: المُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ الثَّقَفِيُّ، وَعَلَى النَّاسِ: سَعْدُ بن أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ قَيْسٌ: قَدْ شَهِدْتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَيَوْمَ أَجْنَادِينَ، وَيَوْمَ عَبْسٍ، وَيَوْمَ فَحْلٍ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ عَدِيدًا، وَلاَ حَدِيدًا، وَلاَ صَنْعَةً لِقِتَالٍ، وَاللهِ مَا يُرَى طَرَفَاهُمْ، فَقَالَ المُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ: إِنَّ هَذَا زَبَدٌ مِنْ زَبَدِ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّا لَوْ قَدْ حَمَلْنَا (1) عَلَيْهِمْ، قَدْ جَعَلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَلاَ أُلْفِيَنَّكَ إِذَا حَمَلَتُ عَلَيْهِمْ بِرَجَّالَتِي أَنْ تَحْمِلَ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ فِي أَقْفِيَتِهِمْ، وَلَكِنْ تَكُفُّ عَنَّا خَيْلَكَ، وَاحْمِلْ عَلَى مَنْ يَلِيكَ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، إِنِّي لأَرَى الأَرْضَ مِنْ وَرَائِهِمْ، فَقَالَ المُغِيرَةُ: اجْلِسْ، فَإِنَّ الْقِيَامَ وَالْكَلاَمَ عِنْدَ الْقِتَالِ فَشَلٌ، وَإِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يصلي فليصل (2) فِي مَرْكَزِ رُمْحِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي هَازٌّ دَابَّتِي ثَلاَثًا، فَإِذَا هَزَزْتُهَا المَرَّةَ الأُولَى، فَتَهَيَّؤُوا، ثُمَّ إِذَا هَزَزْتُهَا الثَّالِثَةَ، فَتَهَيَّؤُوا لِلْحَمْلَةِ، أَوْ قَالَ: احْمِلُوا، فَإِنِّي حَامِلٌ، قَالَ: فَهَزَّهَا الثَّالِثَةَ، ثُمَّ حَمَلَ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَدِرْعَيْنِ، قَالَ: فَمَا وَصَّلْنَا لِنَفْسِهِ حَتَّى صَافَيَهُمْ (3) بِطَعْنَتَيْنِ وَفَلَتْ عَيْنُهُ (4)، وَكَانَ الْفَتْحُ، قَالَ: فَجَعَلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، حَتَّى يَكُونُوا رُكَامًا، فَمَا نَشَاءُ أَنْ نَأْخُذَ برجلَيْنِ (5) وَاحِدٍ مِنْهُمْ، فَنَقْتُلُهُ إِلاَّ فَعَلْتُ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي. وفي طبعة دار الكتب العلمية: «حلمنا».
(2) هكذا في طبعة دار التأصيل. وفي طبعة دار الكتب العلمية: «يبل فاليبل». وفي طبعة المكتب الإسلامي كلمة غير مقروءة، مهمل النقط.
(3) هكذا في طبعة دار التأصيل. وفي طبعة دار الكتب العلمية: «لِنَفْيِهِ حَتَّى يناقيهُمْ». وفي طبعة المكتب الإسلامي: «لِنَفْهِ حَتَّى --- افيهُمْ».
(4) هكذا في طبعة دار التأصيل. وفي طبعة دار الكتب العلمية: «وَقَضَتَ بَيْنَهُ». وفي طبعة المكتب الإسلامي: «وَفَلَتَ بَيْنَهُ».
(5) هكذا في طبعة دار الكتب العلمية. وفي طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي: «رَجُلَيْنِ».
الصفحة 113