كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
31- تَزْوِيجُ فَاطِمَةَ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهَا.
10548- عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، وَأَبِي يَزِيدِ المَدِينِيِّ، أَوْ أَحَدِهِمَا، شَكَّ أَبو بَكْرٍ، أَنَّ أَسْمَاءَ ابْنَةَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ، لَمْ نَجِدْ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ رَمْلاً مَبْسُوطًا، وَوِسَادَةً حَشْوُهَا لِيفٌ، وَجَرَّةً وَكُوزًا، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ: لاَ تُحْدِثَنَّ حَدَثًا، أَوْ قَالَ: لاَ تَقْرَبَنَّ أَهْلَكَ، حَتَّى آتِيَكَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي؟ فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ، وَهِيَ أُمُّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَكَانَتْ حَبَشِيَّةً، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً، يَا نَبِيَّ اللهِ، هُوَ أَخُوكَ، وَزَوَّجْتَهُ ابْنَتَكَ؟ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَآخَى بَيْنَ عَلِيٍّ وَنَفْسِهِ، فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ يَا أُمَّ أَيْمَنَ، قَالَ: فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَقَالَ فِيهِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ نَضَحَ صَدْرَ عَلِيٍّ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ دَعَا فَاطِمَةَ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ تَعْثُرُ فِي مِرْطِهَا مِنَ الْحَيَاءِ، فَنَضَحَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ المَاءِ، وَقَالَ لَهَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: أَمَا إِنِّي لَمْ آلُكِ، أَنْكَحْتُكِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ، ثُمَّ رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوَادًا مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ، أَوْ مِنْ وَرَاءِ الْبَابِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: أَسْمَاءُ، قَالَ: أَسْمَاءُ ابْنَةُ عُمَيْسٍ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَجِئْتِ كَرَامَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ ابْنَتِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، إِنَّ الْفَتَاةَ لَيْلَةَ يُبْنَى بِهَا، لاَ بُدَّ لَهَا مِنِ امْرَأَةٍ تَكُونُ قَرِيبًا مِنْهَا، إِنْ عَرَضَتْ حَاجَةٌ أَفْضَتْ بِذَلِكَ إِلَيْهَا، قَالَتْ: فَدَعَا لِي دُعَاءً، إِنَّهُ لأَوْثَقُ عَمَلِي عِنْدِي، ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: دُونَكَ أَهْلَكَ، ثُمَّ خَرَجَ فَوَلَّى، قَالَتْ: فَمَا زَالَ يَدْعُو لَهُمَا، حَتَّى تَوَارَى فِي حُجَرِهِ.
الصفحة 114