كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)

المجلد الخامس
14 - كتاب المغازي
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - بَابُ مَا جَاءَ فِي حَفْرِ زَمْزَمَ، وَقَدْ دَخَلَ فِي الْحَجِّ أَوَّلُ مَا ذُكِرَ مِنْ عَبدِ المُطَّلِبِ.
10446 - عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا ذُكِرَ مِنْ عَبدِ المُطَّلِبِ جَدِّ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قُرَيْشًا خَرَجَتْ مِنَ الْحَرَمِ فَارَّةً مِنْ أَصْحَابِ الْفِيلِ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ، فَقَالَ: وَاللهِ لاَ أَخْرُجُ مِنْ حَرَمِ اللهِ أَبْتَغِي الْعِزَّ فِي غَيْرِهِ، فَجَلَسَ عِنْدَ الْبَيْتِ، وَأَجْلَتْ عَنْهُ قُرَيْشٌ، فَقَالَ:
لاَهُمَّ إِنَّ المَرْءَ يَمْنَعُ رَحْ- ... لَهُ فَامْنَعْ رِحَالَكْ
لاَ يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ وَمِحَا ... لُهُمْ غَدْوًا مِحَالَكْ.
فَلَمْ يَزَلْ ثَابِتًا، حَتَّى أَهْلَكَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْفِيلَ وَأَصْحَابَهُ، فَرَجَعَتْ قُرَيْشٌ وَقَدْ عَظُمَ فِيهِمْ بِصَبْرِهِ، وَتَعْظِيمِهِ مَحَارِمَ اللهِ، فَبَيْنَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، وُلِدَ لَهُ أَكْبَرُ بَنِيهِ، فَأَدْرَكَ، وَهُوَ الْحَارِثُ بن عَبدِ المُطَّلِبِ، فَأُتِيَ عَبدُ المُطَّلِبِ فِي المَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: احْفُرْ زَمْزَمَ، خَبِيئَةَ الشَّيْخِ الأَعْظَمِ، قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ، فَقَالَ: اللهُمَّ بَيِّنْ لِي، فَأُرِيَ فِي المَنَامِ مَرَّةً أُخْرَى: احْفُرْ زَمْزَمَ، بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، فِي مَبْحَثِ الْغُرَابِ، فِي قَرْيَةِ النَّمْلِ، مُسْتَقْبِلَةَ الأَنْصَابِ الْحُمْرِ، قَالَ: فَقَامَ عَبدُ المُطَّلِبِ، فَمَشَى حَتَّى جَلَسَ فِي المَسْجِدِ الْحَرَامِ يَنْظُرُ مَا خُبِّئَ لَهُ مِنَ الآيَاتِ، فَنُحِرَتْ بَقْرَةٌ بِالْحَزْوَرَةِ، فَانْفَلَتَتْ مِنْ جَازِرِهَا بِحُشَاشَةِ نَفْسِهَا،

الصفحة 5