كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني - ط التأصيل (اسم الجزء: 5)
10519- عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بن عَبدِ اللهِ بْنِ عَبدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ كَانَا جَالِسَيْنِ، فَجَاءَ عَبدُ الرَّحْمَنِ بن عَبدٍ الْقَارِيُ، فَجَلَسَ إِلَيْهِمَا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّا لاَ نُحِبُّ أَنْ يُجَالِسَنَا مَنْ يَرْفَعُ حَدِيثَنَا، فَقَالَ لَهُ عَبدُ الرَّحْمَنِ: لَسْتُ أُجَالِسُ أُولَئِكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلَى، فَجَالِسْ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ، وَلاَ تَرْفَعْ حَدِيثًا، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ لِلأَنْصَارِيِّ: مَنْ تَرَى النَّاسَ يَقُولُونَ يَكُونُ الْخَلِيفَةَ بَعْدِي؟ قَالَ: فَعَدَّدَ رِجَالاً مِنَ المُهَاجِرِينَ، وَلَمْ يُسَمِّ عَلِيًّا، فَقَالَ عُمَرُ: فَمَا لَهُمْ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ؟ فَوَاللهِ إِنَّهُ لأَحْرَاهُمْ، إِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُقِيمَهُمْ عَلَى طَرِيقَةٍ مِنَ الْحَقِّ.
10520- قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي أَبو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حِينَ وَلَّى السِّتَّةَ الأَمْرَ، فَلَمَّا جَازُوا أَتْبَعَهُمْ بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ وَلَّوْهَا الأُجَيْلِحَ لَيَرْكَبَنَّ بِهِمُ الطَّرِيقَ، يُرِيدُ عَلِيًّا.
22 - قَوْلُ عُمَرَ فِي أَهْلِ الشُّورَى.
10521 - عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: اجْتَمَعَ نَفَرٌ، فِيهِمُ المُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ، فَقَالُوا: مَنْ تَرَوْنَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُسْتَخْلِفًا؟ فَقَالَ قَائِلٌ: عَلِيٌّ، وَقَالَ قَائِلٌ: عُثْمَانُ، وَقَالَ قَائِلٌ: عَبدُ اللهِ بن عُمَرَ، فَإِنَّ فِيهِ خَلَفًا، فَقَالَ المُغِيرَةُ: أَفَلاَ أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلكَ (1)؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: وَكَانَ عُمَرُ يَرْكَبُ كُلَّ سَبْتٍ إِلَى أَرْضٍ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ، ذَكَرَ المُغِيرَةُ ابْنَهُ، فَوَقَفَ عَلَى الطَّرِيقِ فَمَرَّ بِهِ عَلَى أَتَانٍ لَهُ، تَحْتَهُ كِسَاءٌ قَدْ عَطَفَهُ عَلَيْهَا، فَسَلَّمَ عُمَرُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ المُغِيرَةُ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسِيرَ مَعَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَلَمَّا أَتَى عُمَرُ ضَيْعَتَهُ نَزَلَ عَنِ الأَتَانِ، وَأَخَذَ الْكِسَاءَ فَبَسَطَهُ وَاتَّكَأَ عَلَيْهِ، وَقَعَدَ المُغِيرَةُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَحَدَّثَهُ، ثُمَّ قَالَ المُغِيرَةُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ وَاللهِ مَا تَدْرِي مَا قَدْرُ أَجَلِكَ، فَمَا حَدَدْتَ لِنَاسٍ حَدًّا، أَوْ عَلَّمْتَ لَهُمْ عَلَمًا يَبْهَتُونَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَاسْتَوَى عُمَرُ جَالِسًا، ثُمَّ قَالَ: هِيهْ، اجْتَمَعْتُمْ، فَقُلْتُمْ: مَنْ تَرَوْنَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ مُسْتَخْلِفًا؟ فَقَالَ قَائِلٌ: عَلِيًّا، وَقَالَ قَائِلٌ: عَبدُ اللهِ بن عُمَرَ، فَإِنَّ فِيهِ خَلَفًا، قَالَ: فَلاَ يَأْمَنُوا يُسْأَلُ عَنْهَا رَجُلاَنِ مِنْ آلِ عُمَرَ، فَقُلْتُ: أَنَا لاَ أَعْلَمُ لَكَ ذَلِكَ، قَالَ: قُلْتُ: فَاسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عُثْمَانُ، قَالَ: أَخْشَى عَقْدَهُ وَأَثَرَتَهُ، قَالَ: قُلْتُ: عَبدُ الرَّحْمَنِ بن عَوْفٍ، قَالَ: مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، قَالَ: قُلْتُ: فَالزُّبَيْرُ، قَالَ: ضَرِسٌ، قَالَ: قُلْتُ: طَلْحَةُ بن عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: رِضَاؤُهُ رِضَاءُ مُؤْمِنٍ، وَغَضَبُهُ غَضَبُ كَافِرٍ، أَمَا إِنِّي لَوْ وَلَّيْتُهَا إِيَّاهُ، لَجَعَلَ خَاتَمَهُ فِي يَدِ امْرَأَتِهِ، قَالَ: قُلْتُ: فَعَلِيٌّ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ أَحْرَاهُمْ، إِنْ كَانَ أَنْ يُقِيمَهُمْ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كُنَّا نَعِيبُ عَلَيْهِ مُزَاحَةً كَانَتْ فِيهِ.
_حاشية__________
(1) هكذا في طبعة دار الكتب العلمية. وفي طبعتي دار التأصيل، والمكتب الإسلامي: «ذَاكَ».
الصفحة 90