كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 5)
19744- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا بُعِثَ أَبُو مُوسَى عَلَى الْبَصْرَةِ كَانَ مِمَّنْ بُعِثَ مَعَهُ الْبَرَاءُ , وَكَانَ مِنْ وَزرَائِهِ وَكَانَ يَقُولُ لَهُ : اختر من عملي ، فَقَالَ : الْبَرَاءُ : وَمُعْطِيَّ أَنْتَ مَا سَأَلْتُك ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَمَا إنِّي لاَ أَسْأَلُك إمَارَةَ مِصْرَ ، وَلاَ جِبَايَتَهُ , وَلَكِنْ أَعْطِنِي قَوْسِي وَرُمْحِي , وَفَرَسِي وَسَيْفِي , وَدِرْعِي , وَالْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَبَعَثَهُ عَلَى جَيْشٍ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قُتِلَ.
19745- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : تَمَثَّلَ الْبَرَاءُ بِبَيْتٍ مِنْ شِعْرٍ فَقُلْت لَهُ : أَيْ أَخِي تَمَثَّلَتْ بِبَيْتٍ مِنْ شِعْرٍ ، لاَ تَدْرِي لَعَلَّهُ آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمْت بِهِ ؟ قَالَ : لاَ أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي ، لَقَدْ قَتَلْت مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَالْمُنَافِقِينَ مِئَة رَجُلٍ إِلاَّ رَجُلاً.
19746- حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ عَمَّهُ غَابَ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : غِبْت عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاللَّهِ لأَنْ أَرَانِيَ اللَّهُ قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ ؟ فَلَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعْتَذِرُ إلَيْك مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ ، وَأَبْرَأُ إلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَلَقِيَهُ سَعْدٌ بأخراها دون أحد ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : أَنَا مَعَك ، قَالَ سَعْدٌ : فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَصْنَعَ كَمَا صَنَعَ , وَوُجِدَ فِيهِ بِضْعٌ وَعِشْرُونَ ضَرْبَةً بِسَيْفٍ وَطَعْنَةً بِرُمْحٍ وَرَمْيَةً بِسَهْمٍ فَكُنَّا نَقُولُ : فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ نَزَلَتْ : {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ?.
الصفحة 312