كتاب مصنف ابن أبي شيبة ط السلفية بالهند (اسم الجزء: 5)

19866- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ ، عَنْ أَشْعَثَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ : الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الْجُلُوسِ ، وَالْجُلُوسُ خَيْرٌ مِنَ الْقِتَالِ عَلَى الضَّلاَلِ وَمَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فَلِيَتَعَدَّهُ إلَى مَا لاَ يَرِيبُهُ.
19867- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ} قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ادْعُ لِي زَيْدًا وَلْيَجِيء بِاللَّوْحِ وَالدَّوَاةِ ، أَوَ قَالَ : بِالْكَتِفِ ، فَقَالَ : اكْتُبْ {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} فَقَالَ : ابْنُ أُمِّ مَكْتُومَ وَكَانَ ضَرِيرَ الْبَصَرِ : يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، بِمَا تَأْمُرُنِي فَإِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ مكانه : {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.
19868- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَالَدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : إنَّ الشُّهَدَاءَ ذُكِرُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ لِلْقَوْمِ : مَا تَرَوْنَ الشُّهَدَاءَ ؟ قَالَ الْقَوْمُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هُمْ مِمَّنْ يُقْتَلُ فِي هَذِهِ الْمَغَازِي ، قَالَ : فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ : إنَّ شُهَدَاءَكُمْ إذًا لَكَثِيرٌ ، إِنِّي أُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ : إنَّ الشُّجَاعَةَ وَالْجُبْنَ غَرَائِزُ فِي النَّاسِ يَضَعُهَا اللَّهُ حَيْثُ يَشَاءُ فَالشُّجَاعُ يُقَاتِلُ مِنْ وَرَاءِ مَنْ لاَ يُبَالِي أَنْ لاَ يَؤُوبَ إلَى أَهْلِهِ ، وَالْجَبَانُ فَارٌّ عَنْ خَلِيلَتِهِ , وَلَكِنَّ الشَّهِيدَ مَنِ احْتَسَبَ بِنَفْسِهِ ، وَالْمُهَاجِرَ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَالْمُسْلِمَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.

الصفحة 343