كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

لفظه أن يقول (¬1): يصفقون لا غير (¬2).
(فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ يُصَمِّتُونِي) أي: يسكتوني (قَال عُثْمَانُ) بن أبي شيبة (فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُسَكِّتُونِي لَكِنّي سَكَتُّ) قال المنذري: يريد لم أتكلم لكني سكت. ورود (لكن) هنا مشكل فإنها للاستدراك، وفسر بأن تثبت (¬3) لما بعدها حكمًا مخالفًا لحكم ما قبلها، كذلك لا بد أن يتقدمها كلام مناقض لما بعدها نحو: ما هذا ساكنًا لكنه متحرك، أو ضد لما قبلها نحو: ما هو أبيض، لكنه أسود، ويحتمل أن يراد بها معنى الاستدراك الذي فسره في "البسيط" وهو رفع ما توهم ثبوته ويكون التقدير: فلما رأيتهم يسكتوني لم أكلمهم بعد ذلك، لكني سكت؛ لأن ضربهم على أفخاذهم مراد به (¬4) [ترك كلامه؛ لأنه مفهوم ضربهم، ومقتضاه بالاستدراك هنا من نفي كلامه (¬5) الذي اقتضاه ضربهم ونظير هذا الاستدراك في (¬6) رفع ما توهم ثبوته قولهم (¬7): ما زيد شجاعًا لكنه كريم؛ لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فالاستدراك من توهم نفي كرمه ويحتمل (¬8) أن تكون لن هنا للتأكيد نحو: لو جاءني أكرمته
¬__________
(¬1) في (ص، س، ل): يقولوا.
(¬2) "المفهم" 2/ 138.
(¬3) في (م): تنسب. وفي (س): ينصب.
(¬4) من هنا بداية سقط في (ل).
(¬5) في (ص، س، ل): طلبهم.
(¬6) من (م).
(¬7) في (م): قوله.
(¬8) في (ص): لكن.

الصفحة 111