كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

لكن لم يجيء، فأكدت لكن ما أفادته (لو) من الامتناع، وكذا في الحديث أكدت لكن ما أفاده ضربهم من ترك الكلام.
(فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -بِأَبِي وَأُمِّي-) بالجر متعلق بفعل محذوف تقديره أفديه بأبي وأمي (مَا ضَرَبَنِي) جواب لقسم (¬1) محذوف ظهر في رواية مسلم: فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما ضربني (¬2).
(وَلَا كَهَرَنِي) أي: ما (¬3) انتهرني، والكهر الانتهار، قاله أبو عبيد (¬4)، وفي قراءة عبد الله بن مسعود: (فأما اليتيم فلا تكهر) (¬5) وقيل: الكهر العبوس في وجه من تلقاه (¬6)، وفيه بيان ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به ورفقه (¬7) بالجاهل ورحمته بأمته وشفقته عليهم وفيه (¬8) التخلق بخلقه - صلى الله عليه وسلم - بتعليم (¬9) الجاهل واللطف في التعليم.
(وَلَا شتمني) (¬10) وفي صفته - صلى الله عليه وسلم -: لم يكن لعَّانًا ولا سبابًا (¬11) ولا
¬__________
(¬1) في (م): القسم.
(¬2) "صحيح مسلم" (537).
(¬3) من (س، م).
(¬4) "غريب الحديث" 1/ 76.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 274، "المحرر الوجيز" لابن عطية 5/ 467.
(¬6) "لسان العرب": (كهر).
(¬7) في (ص، س): رفعته.
(¬8) من (س، م).
(¬9) في (ص، س): تعليم.
(¬10) رواية أبي داود في النسخة المطبوعة: سبني.
(¬11) في (ص، س): شتامًا.

الصفحة 112