كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

فإذا المسجد يتأزز (¬1). أي: يموج فيه الناس، مأخوذ من حديث (كأزيز) المرجل (¬2)، بكسر الميم [وسكون الراء] (¬3) وفتح الجيم، قدر من نحاس، وقد يطلق على كل قدر يطبخ فيها، ولعله المراد في الحديث فإن غالب قدورهم كانت برامًا والنحاس قليل، والمرجل رواية النسائي (¬4).
(الرحى) مقصور، هي الطاحون، ويجوز كتابتها بالألف والياء؛ لأن تثنيته كما قال ابن السكيت رحيان ورحوان (¬5).
قال الزجاج: الرحى أنثى والجمع أرحاء، ولا يجوز: أرحية؛ لأن أرحية (¬6) جمع الممدود، وليس في المقصور شيء يجمع على أفعلة، وجوزه بعضهم ومنعه أبو حاتم، وقال: هو خطأ (¬7).
(من البكاء) فيه دليل على أن البكاء لا يبطل الصلاة سواء ظهر منه حرفان أم لا، وقد تقدم حكايته عن النص (¬8)، وقيل: إن كان بكاؤه من خشية الله تعالى لم تبطل، وهذا الحديث يدل عليه.
ويدل عليه أيضًا ما رواه ابن حبان بسنده إلى علي بن أبي طالب قال:
¬__________
(¬1) رواه أحمد 5/ 16، والطبراني في "المعجم الكبير" 7/ 189 (6797).
(¬2) "النهاية": (أزز).
(¬3) سقط من (ل، م).
(¬4) "سنن النسائي" 3/ 13.
(¬5) انظر: "إصلاح المنطق" ص 164، "المخصص" لابن سيده 4/ 35.
(¬6) في (م): راحية.
(¬7) انظر: "تاج العروس" (رحى).
(¬8) في (ص): النفس.

الصفحة 49