كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعنده نسوة من قريش عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب، فقال عمر: أي عدوات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله؟ قلن: نعم، أنت (¬1) أفظ وأغلظ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجك" (¬2). وروى الترمذي عن بريدة: لما دخل عمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجارية السوداء تضرب بالدف [لما نذرت] (¬3) فألقت الدف وجلست عليه" (¬4) يعني: من هيبته، وكان دخل قبله أبو بكر، وهي تضرب [ثم دخل علي وهي تضرب] (¬5) ثم دخل عثمان وهي تضرب، فما ألقته ووضعته تحت إستها إلا خوفًا من عمر، وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - غيرته لما دخل الجنة ورأى قصره بفنائه (¬6) جارية فقال عمر: أعليك أغار؟ (¬7).
(فقام على الباب) يعني ولم يدخل عليهن (فسلم علينا) يعني من وراء الباب، فيه استحباب السلام على النساء الكثيرات.
قال النووي (¬8): لو كان النساء جمعًا فسلم عليهن الرجل، أو كان
¬__________
(¬1) زاد في (ص، س): نعم.
(¬2) أخرجه البخاري (3294، 3683)، ومسلم (2396/ 22).
(¬3) سقط من (م).
(¬4) "جامع الترمذي" (3690).
(¬5) سقط من (م).
(¬6) بياض في (ص).
(¬7) أخرجه البخاري (3242)، ومسلم (2395/ 21).
(¬8) "المجموع" 4/ 601.

الصفحة 678