كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

عيد على راحلته (¬1). وهذا يدل على أنه لم يكن في زمانه - صلى الله عليه وسلم - منبر، ويدل على ذلك قول أبي سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان (¬2).
ومقتضى ذلك أن أول من اتخذه مروان، ووقع في "المدونة" (¬3) (¬4) لمالك، ورواه ابن أبي شيبة، عن أبي غسان، عنه قال: أول من خطب الناس بالمصلى على منبر عثمان بن عفان، كلمهم على منبر من طين بناه كثير بن الصلت (¬5). وهذا معضل.
ويحتمل أن يكون عثمان فعل ذلك مرة، ثم تركه حتى (¬6) أعاده مروان ولم يطلع على ذلك أبو سعيد، وإنما اختص كثير بن الصلت ببناء المنبر بالمصلى؛ لأن داره كانت مجاورة المصلى لحديث ابن عباس (¬7).
وإنما بنى كثير بن الصلت داره بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - بمدة، لكنها لما صارت شهرة في تلك البقعة وصف المصلى بمجاورتها، وإذا تعذر (¬8) هذا فيحمل (نزل) (¬9) في هذا الحديث على أن الراوي ضمن النزول معنى الانتقال (¬10)؛ لاجتماعهما في الحركة.
¬__________
(¬1) في الأصول الخطية: رجليه. والمثبت من "صحيح ابن خزيمة" (1445).
(¬2) "صحيح البخاري" (956).
(¬3) في (م): المدينة.
(¬4) "المدونة" 1/ 244.
(¬5) "تاريخ المدينة" 1/ 135.
(¬6) في (م): ثم.
(¬7) أخرجه البخاري (863، 977، 7325).
(¬8) في (ل، م): تقرر.
(¬9) في (م): ترك.
(¬10) في (م): الارتقاء.

الصفحة 686