كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

قال ابن دقيق العيد: لعل الأولى أن يكون في أحد موضعين (¬1)، السجود، أو التشهد (¬2). وبوب عليه البخاري: باب الدعاء قبل السلام (¬3). أي: بعد التشهد وليس في الحديث تقييد.
قال الكرماني: إن لكل مقام ذكرًا مخصوصًا فتعين أن يكون محله بعد الفراغ من الكل (¬4). انتهى.
وأشار البخاري إلى ما ورد في بعض الطرق من تعيينه بهذا المحل، فقد روى ابن خزيمة من طريق ابن جريج، أخبرني عبد الله بن طاوس، عن أبيه أنه كان يقول بعد التشهد كلمات يعظمهن جدًّا قلت: في التشهدين (¬5) كليهما. قال: بل في التشهد الأخير. قلت: ما هي؟ قال: (اللهم إنِّي أعوذ بك من عذاب القبر) (¬6) فيه رد على من أنكر عذاب القبر.
(وأعوذ بك من فتنة) قال أهل اللغة: الفتنة الامتحان والاختبار (¬7).
قال عياض: واستعمالها في العرف لكشف ما كره (¬8). انتهى.
قال القرطبي: يريد بذلك محنة الدنيا وما بعدها ويحتمل أن يريد بذلك حالة الاحتضار (¬9) وحالة المساءلة في القبر (¬10).
¬__________
(¬1) في (ل، م): موطني.
(¬2) "إحكام الأحكام" 1/ 208.
(¬3) "صحيح البخاري" قبل حديث (832).
(¬4) "شرح البخاري" للكرماني 5/ 185.
(¬5) في (ص، س، ل): المعنى.
(¬6) "صحيح ابن خزيمة" (722).
(¬7) "لسان العرب" (فتن).
(¬8) "إكمال المعلم" 1/ 451 نحوه.
(¬9) في (ص، س، ل): الاختبار.
(¬10) "المفهم" 2/ 208.

الصفحة 7