كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

(المسيح) بفتح الميم وتخفيف السين المكسورة وآخره حاء مهملة، يطلق على (الدجال) اختلف في تلقيب الدجَّال بالمسيح، فقيل: لأنه ممسوح العين. وقيل: لأن أحد شقي وجهه خُلِقَ (¬1) ممسوحًا لا عين فيه ولا حاجب. وقيل: لأنه يمسح الأرض إذا خرج. وأما عيسى فسمي بذلك؛ لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، وقيل: للبسه (¬2) المسوح، وقيل: هو (¬3) بالعبرانية مَشِيحًا (¬4) فعرب للمسيح (¬5).
(وأعوذ بك من فتنة المحيا و) فتنة (الممات) كذا للبخاري (¬6)، قال ابن دقيق العيد: فتنة المحيا ما (¬7) يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان (¬8) بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله سوء (¬9) الخاتمة عند الموت [قال: وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت] (¬10) أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا على هذا ما قبل ذلك (¬11).
¬__________
(¬1) من (م).
(¬2) غير واضحة في (ص).
(¬3) من (م).
(¬4) في جميع الأصول الخطية: ماشيحًا. والمثبت من مصادر اللغة.
(¬5) من (م).
(¬6) "صحيح البخاري" (832).
(¬7) من (م).
(¬8) في (م): الإنسان.
(¬9) في "إحكام الأحكام": أمر. والمثبت كما بالأصول الخطية.
(¬10) ساقطة من (ص).
(¬11) "إحكام الأحكام" 1/ 207.

الصفحة 8