كتاب شرح سنن أبي داود لابن رسلان (اسم الجزء: 5)

يصلي وهو حامل) وفي رواية لمسلم: كان يصلي بالناس وهو حامل (¬1)،
وفي رواية له: كان يؤم الناس (¬2)، وفي الرواية الآتية كان يصلي للناس (أمامة بنت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وكانت زينب أكبر بناته رضي الله عنهن، وقال ابن الكلبي (¬3): أول أولاده أسلمت وهاجرت حين أبى زوجها أبو (¬4) العاص أن يسلم.
وفيه دليل على كثرة تواضعه - صلى الله عليه وسلم - وكمال شفقته، وجواز حمل ما لا يشغل في الصلاة شغلًا كثيرًا (فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها) قال الخطابي: يشبه أن يكون هذا كان منه - صلى الله عليه وسلم - عن غير قصد وتعمد، لكن لعل الصبية تعلقت به فحملها عن غير قصد لطول إلفها له (¬5).
قال القرطبي: وهذا باطل لقوله في الحديث: خرج علينا حاملا أمامة على عنقه، والأشبه أنه كان لضرورة وأنه لم يقدر على (¬6) أن ينفك عنها (¬7).
[918] (حدثنا قتيبة بن سعيد) قال: (حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد) كيسان المقبري، كان جار المقبرة (عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة) الأنصاري (يقول: بينما نحن في المسجد جلوس) بالرفع
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (543/ 41).
(¬2) "صحيح مسلم" (543/ 42).
(¬3) انظر: "أسد الغابة" 7/ 130.
(¬4) في النسخ الخطية: أبي. والمثبت الجادة.
(¬5) "معالم السنن" 1/ 217.
(¬6) من (م).
(¬7) "المفهم" 2/ 153.

الصفحة 80