كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)

عُلَمَاؤُكُمْ؟ ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ (¬1)، وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ" (¬2).
حَدِيثُ الْقَعْنَبِيِّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ (¬3). وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ (¬4).
[3477] أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ. (ح)
وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ، أنا الرَّبِيعُ، أنا الشَّافِعِيُّ، أنا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ يَوْمًا يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ، وَمَنْ كرِهَهُ فَلْيَدَعْهُ" (¬5).
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ [رُمْحٍ] (¬6)، عَنِ اللَّيْثِ (¬7).
فَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ - رضي الله عنهما - دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ صَوْمَ عَاشُورَاءَ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا قَطُّ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَانَ وَاجِبًا ثُمَّ تُرِكَ، فَفِي خَبَرِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ إِنَّمَا أُمِرَ بِهِ نَهَارًا، فكَانَ وُجُوبُهُ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ؛ فَلِذَلِكَ جَازَ بِنِيَّةٍ مِنَ النَّهَارِ.
¬__________
(¬1) قال المؤلف في السنن الكبير: "هذا لفظ حديث القعنبي، وزاد الشافعي في روايته: وأنا صائم فمن شاء فليصم". وهذه الزيادة ثابتة أيضًا في رواية القعنبي.
(¬2) أخرجه مالك في الموطأ، رواية القعنبي (ق 41/ أ).
(¬3) صحيح البخاري (3/ 44).
(¬4) صحيح مسلم (3/ 149).
(¬5) أخرجه الشافعي في المسند، ترتيب سنجر (2/ 111).
(¬6) ما بين المعقوفين مكانه بياض في الأصل، والمثبت من صحيح مسلم.
(¬7) صحيح مسلم (3/ 147).

الصفحة 14