كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
حَبَّانَ (¬1)، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ سَأَلَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيٍّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ (¬2) وَتُوُفِّيَ: "هَلْ تَعْلَمُونَ لَهُ نَسَبًا فِيكُمْ؟ ". فَقَالَ: لَا، إِنَّمَا هُوَ أَتِيٌّ فِينَا (¬3). قَالَ: فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِمِيرَاثِهِ لِابْنِ أُخْتِهِ (¬4).
هَذَا مُنْقَطِعٌ.
وَقَدْ أَجَابَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي الْقَدِيمِ، فَقَالَ: ثَابِتُ بْنُ الدَّحْدَاحِ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْفَرَائِضُ.
قَالَ الشَّيْخُ - رحمه الله -: قَتْلُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فِي رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فِي قِصَّةٍ ذَكَرَهَا (¬5).
قَالَ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله -: وَإِنَّمَا نَزَلَتْ آيَةُ الْفَرَائِضِ فِيمَا يُثْبِتُ أَصْحَابُنَا فِي بَنَاتِ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ (¬6) فَقُتِلَ يَوْمَ خَيْبَرَ، وَقَدْ قِيلَ: نَزَلَتْ بَعْدَ أُحُدٍ فِي بَنَاتِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهَذَا كُلُّهُ بَعْدَ أَمْرِ ثَابِتِ بْنِ الدَّحْدَاحِ.
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ ذَكَرْنَا أَسَانِيدَ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الشَّافِعِيُّ - رحمه الله - فِي كِتَابِ السُّنَنِ (¬7)، وَفِي سُؤَالِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ وَارِثِهِ وَجَوَابِهِمْ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّهُ لَمْ
¬__________
(¬1) تصحف في بغية الباحث إلى: "عن محمد بن واسع بن حبان"، وجاء في المطالب العالية (8/ 52) على الصواب.
(¬2) في الإصابة لابن حجر (2/ 40): "ويقال: ثابت بن الدحداحة".
(¬3) في النسخ: "أتى فتيا"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 215). ومعنى "أتي فينا": أنه غريب وأنه في القوم وليس منهم.
(¬4) أخرجه ابن أبي أسامة كما في بغية الباحث (1/ 534) عن أبي عبيد القاسم.
(¬5) أخرج قصة قتله الواقدي في مغازيه (1/ 281).
(¬6) في النسخ: "محمد بن سلمة"، وفي المختصر: "محمود بن سلمة"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (6/ 216).
(¬7) السنن الكبير (12/ 443).
الصفحة 157