كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
سَلَبَهُ، فَنَفَّلَنِيهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (¬1).
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَكَانَ مَعْرُوفًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ؛ أَنَّ السَّلَبَ يَكُونُ لِلْقَاتِلِ فِي كُلِّ غَزْوةٍ غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعْدَ بَدْرٍ.
[3814] أخبرنا أبو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، ثنا أبو الْعَبَّاسِ الْمَعْقِلِيُّ (¬2)، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، أنا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ (¬3)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلَا تَأْتِي (¬4) نَدْعُو اللَّهَ. فَخَلَوَا فِي نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ، قَالَ: يَا رَبِّ، إِذَا لَقِينَا الْقَوْمَ غَدًا فَلَقِّنِي رَجُلًا شَدِيدًا بَأْسُهُ، شَدِيدًا حَرْدُهُ (¬5) فَأُقَاتِلُهُ فِيكَ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي عَلَيْهِ الظَّفَرَ حَتَّى أَقْتُلَهُ وَآخُذَ سَلَبَهُ. فَأَمَّنَ (¬6) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَدًا (¬7) رَجُلًا شَدِيدًا حَرْدُهُ، شَدِيدًا بَأْسُهُ، أُقَاتِلُهُ فِيكَ ويُقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي، فَإِذَا لَقِيتُكَ غَدًا قُلْتَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ فِيمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنُكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ. فَتَقُولُ: صَدَقْتَ.
¬__________
(¬1) أخرجه ابن وهب في المسند (ص 53).
(¬2) (ع): "العقلي".
(¬3) هو: حميد بن زياد الخراط. له ترجمة في تهذيب الكمال (7/ 366).
(¬4) في (ع): "نأتي".
(¬5) في النسخ: "حربه"، والمثبت من أصل الرواية. يقال: حَرِد حَرَدا وحَرْدًا إذا اغتاظ فتحرش بالذي غاظه وهم به. انظر كتاب العين.
(¬6) كذا، وفي أصل الرواية: "فقام".
(¬7) في النسخ: "عبدا"، والمثبت من أصل الرواية ومصادر التخريج.
الصفحة 230