كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "قُمْ يَا زُبَيْرُ". فَقَالَتْ صَفِيَّةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاحِدِي (¬1). فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّهُمَا (¬2) عَلَا (¬3) صَاحِبَهُ قَتَلَهُ". فَعَلَاهُ الزُّبَيْرُ فَقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - سَلَبَهُ (¬4).
هَذَا يُؤَكِّدُهُ مَا رُوِيَ مَوْصُولًا بِذِكْرِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِيهِ (¬5).
وَرَوَيْنَا فِي السُّنَنِ (¬6) لِعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَضَرْتُ مُؤْتَةَ فَبَارَزَنِي رَجُلٌ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ، فَأَصَبْتُهُ وَعَلَيْهِ بَيْضَةٌ لَهُ فِيهَا يَاقُوتَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ هِمَّتِي إِلَّا إِلَى الْيَاقُوتِ (¬7)، فَأَخَذْتُهَا، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَنَفَّلَنِيهَا، فَبِعْتُهَا زَمَنَ عُثْمَانَ بِمِائَةِ دِينَارٍ، فَاشْتَرَيْتُ بِهَا حَدِيقَةً.
[3820] أخبرنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ (¬8)، ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، [ثنا] (¬9) هِشَامٌ، ثنا شَرِيكٌ، ثنا ابْنُ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَارَزَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَجُلًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فَقَتَلَهُ، فَنَفَّلَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَيْفَهُ وَتُرْسَهُ (¬10).
¬__________
(¬1) أي: قالت صفية بنت عبد المطلب: إنه واحدي؛ أي الزبير بن العوام.
(¬2) في (م): "أيها".
(¬3) في النسخ: "علما"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 152).
(¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5/ 234) عن سفيان.
(¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 226).
(¬6) السنن الكبير (13/ 153).
(¬7) كذا، وفي السنن الكبير: "إلا الياقوتة".
(¬8) في النسخ: "أحمد بن غالب"، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف، وهو: "تمتام". انظر ترجمته في تاريخ بغداد (4/ 242).
(¬9) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من السنن الكبير للمؤلف (13/ 153).
(¬10) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 134) من طريق شريك.