كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَفَّلَ كُلَّ امْرِئٍ مَا أَصَابَ، وَقَالَ الَّذِينَ كَانُوا يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ: وَاللَّهِ مَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، لَنَحْنُ شَغَلْنَا عَنْكُمُ الْقَوْمَ، وَخَلَّيْنَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ النَّفَلِ، فَمَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا. وَقَالَ الَّذِينَ قَامُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: لَقَدْ رَأَيْنَا أَنْ نَقْتُلَ الرِّجَالَ حِينَ مَنَحُونَا أَكْتَافَهُمْ (¬1) وَنَأْخُذَ النَّفَلَ لَيْسَ دُونَهُ (¬2) أَحَدٌ يَمْنَعُهُ، وَلَكِنْ خَشِينَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَرَّةَ الْعَدُوِّ فَقُمْنَا دُونَهُ، فَمَا أَنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ (¬3) مِنَّا. فَلَمَّا اخْتَلَفْنَا وَسَاءَتْ أَخْلَاقُنَا (¬4) انْتَزَعَهُ اللَّهُ مِنْ أَيْدِينَا، فَجَعَلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَسَمَهُ عَلَى النَّاسِ عَنْ بَوَاءٍ (¬5)، فَكَانَ فِي ذَلِكَ تَقْوَى [اللَّهِ] (¬6) وَطَاعَتُهُ (¬7) وَطَاعَةُ رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - وَصَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، يَقُولُ اللَّهُ - عز وجل -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} (¬8) (¬9).
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي شَرْطِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما يُخَالِفُ حَدِيثَ عُبَادَةَ، فَقِيلَ عَنْهُ (¬10): قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ -: "مَنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا [فَلَهُ كَذَا
¬__________
(¬1) في (ع): "كتافهم"، ومكانها بياض في (م).
(¬2) في النسخ: "دون".
(¬3) في النسخ: "أحق به".
(¬4) في النسخ: "اختلافنا".
(¬5) عن بواء أي: على السواء.
(¬6) ما بين المعقوفين ليس في النسخ.
(¬7) قوله: "وطاعته" ليس في (م).
(¬8) سورة الأنفال (آية: 1).
(¬9) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 269) من طريق عبد الرحمن بن الحارث.
(¬10) قوله: "عنه" ليس في (م).