كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
مَسْأَلَةٌ (410): وَلِلْإِمَامِ أَنْ يَمُنَّ عَلَى الْبَالِغِينَ مِنَ الْأَسْرَى، وَأَنْ يُفَادِيَهُمْ بِأَسْرَى (¬1) الْمُسْلِمِينَ (¬2).
وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ (¬3).
وَهَذَا أَيْضًا خِلَافُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} (¬4).
[3840] أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أنا (¬5) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: يُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ - عليه السلام - إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعَ (¬6) الْحَرْبُ (¬7) أَوْزَارَهَا (¬8) (¬9).
¬__________
(¬1) في النسخ: "بأسر المسلمين"، والمثبت من المختصر.
(¬2) انظر: الأم (9/ 191)، ومختصر المزني (ص 201)، والحاوي (8/ 404، 408)، ونهاية المحتاج (8/ 68).
(¬3) انظر: المبسوط (10/ 24)، وتحفة الفقهاء (3/ 302)، وبدائع الصنائع (7/ 120).
(¬4) سورة محمد (آية: 4).
(¬5) في (م): "نا".
(¬6) في النسخ: "يضع"، والمثبت من المختصر.
(¬7) قوله: "الحرب" ليس في (م).
(¬8) الأوزار: الأثقال من آلة حرب وسلاح وغيره، ووضعت الحرب أوزارها: انقضى أمرها وخفت أثقالها فلم يبق قتال.
(¬9) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي في تفسير مجاهد (ص 604).
الصفحة 253