كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)
اجْتَمَعْتُ (¬1) أَنَا، وَالْعَبَّاسُ، وَفَاطِمَةُ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُوَلِّيَنِي حَقَّنَا مِنْ هَذَا الْخُمُسِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَأَقْسِمَهُ حَيَاتَكَ كَيْ لَا يُنَازِعَنِي أَحَدٌ (¬2) بَعْدَكَ، فَافْعَلْ. قَالَ: فَفَعَلَ ذَاكَ، قَالَ: فَقَسَمْتُهُ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ وَلَّانِيهِ أَبُو بَكْرٍ، حَتَّى كَانَتْ آخِرُ سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ، فَإِنَّهُ أَتَاهُ مَالٌ كَثِيرٌ، فَعَزَلَ حَقَّنَا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: بِنَا عَنْهُ الْعَامَ غِنًى، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِ (¬3) حَاجَةٌ، فَارْدُدْهُ (¬4) عَلَيْهِمْ، فَرَدَّهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ [لَمْ] (¬5) يَدْعُنِي إِلَيْهِ أَحَدٌ بَعْدَ عُمَرَ، فَلَقِيتُ الْعَبَّاسَ بَعْدَمَا خَرَجْتُ (¬6) مِنْ عِنْدِ عُمَرَ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، حَرَمْتَنَا (¬7) الْغَدَاةَ شَيْئًا لَا يُرَدُّ (¬8) عَلَيْنَا أَبَدًا. وَكَانَ رَجُلًا دَاهِيًا (¬9) (¬10).
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ - رضي الله عنهما - أَقَرَّا عَلِيًّا - رضي الله عنه - مَا وَلَّاهُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ قِسْمَةِ سَهْمِ ذِي الْقُرْبَى بَيْنَهُمْ، وَأَنَّهُمَا رَأَيَا ذَلِكَ السَّهْمَ لَهُمْ.
[3894] أخبرنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ
¬__________
= وانظر ترجمته في تهذيب الكمال (15/ 183).
(¬1) في النسخ: "أجمعت".
(¬2) في (ح): "ننازعني لأحد"، وفي (م): "ينازعني لأحد".
(¬3) من قوله: "عمر فإنه أتاه مال كثير" إلى هنا ليس في (م).
(¬4) في النسخ: " فأورده".
(¬5) ما بين المعقوفين مكانه بياض في النسخ.
(¬6) في النسخ: "خرجنا".
(¬7) في النسخ: "أحرمتنا".
(¬8) في النسخ: "رد".
(¬9) في النسخ: "أميا".
(¬10) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ 209).
الصفحة 286