كتاب الخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه ت النحال (اسم الجزء: 5)

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ (¬1)، أَخْبَرَكَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْقَاسِمِ حَدَّثَهُ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ حَدَّثَهُ أنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْمَسْجِدِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، احْتَرَقْتُ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا شَأْنُهُ؟ " فَقَالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي. قَالَ: "تَصَدَّقْ". قَالَ: وَاللَّهِ مَا لِي شَيْءٌ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: "اجْلِسْ". فَجَلَسَ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ أَقْبَلَ رَجُلٌ يَسُوقُ حِمَارًا عَلَيْهِ طَعَامٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَيْنَ الْمُحْتَرِقُ آنِفًا؟ " فَقَامَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَصَدَّقْ بِهَذَا"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى غَيْرِنَا؟ ! فَوَاللَّهِ إِنَّا لَجِيَاعٌ مَا لَنَا شَيْءٌ، فَقَالَ: "كُلْهُ". لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي زَكَرِيَّا.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (¬2).
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ (¬3) (¬4).
وَالْحَدِيثُ الَّذِي يَتَعَلَّقُونَ بِهِ مُخَرَّجٌ فِي (¬5) مَسْأَلَةِ الْمُفْطِرِ بِالْأَكْلِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ.
* * *
¬__________
(¬1) أخرجه ابن وهب في الجامع (1/ 176)، لكن بإسقاط عباد بن عبد الله بن الزبير، وتصريح محمد بن جعفر بن الزبير أنه سمعه من عائشة.
(¬2) صحيح مسلم (3/ 140).
(¬3) في النسخ: "عبد الرحمن بن الحكم"، والمثبت من صحيح البخاري.
(¬4) صحيح البخاري (3/ 32).
(¬5) في (س): "من"، والمثبت من المختصر.

الصفحة 46