كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (اسم الجزء: 5)

من كان يرغب فى السلامة فليكن ... أبدا من الحدق المراض عياذه
لا تخدعنّك بالفتور فإنّه ... نظر يضرّ بقلبك استلذاذه
يأيّها الرّشأ الذي من طرفه ... سهم إلى حبّ القلوب نفاذه
درّ يلوح بفيك من نظّامه ... خمر يجول عليه من نبّاذه
وقناة ذاك القدّ كيف تقوّمت ... وسنان ذاك اللّحظ ما فولاذه
رفقا بجسمك لا يذوب فإنّنى ... أخشى بأن يجفو عليه لاذه «1»
هاروت يعجز عن مواقع سحره ... وهو الإمام فمن ترى أستاذه
تالله ما علقت محاسنك امرأ ... إلّا وعزّ على الورى استنقاذه
أغربت حبّك بالقلوب فأذعنت ... طوعا وقد أودى بها استحواذه
مالى أتيت الحبّ «2» من أبوابه ... جهدى فدام نفاره ولواذه
إيّاك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنّيه شحّاذه
ومنها:
دالّية ابن دربد استهوى بها ... قوما غداة نبت به بغداذه
دانوا لزخرف قوله فتفرّقت ... طمعا بهم صرعاه أو جذاذه
ويحكى أنّ ابن ظفر أمير الإسكندريّة أحضره مرّة ليبرد له خاتما قد ضاق فى خنصره؛ فقال ظافر المذكور:
[السريع]
قصّر عن أوصافك العالم ... فاعترف «3» الناثر والناظم
من يكن البحر له راحة ... يضيق عن خنصره الخاتم

الصفحة 377