كتاب الدر الفريد وبيت القصيد (اسم الجزء: 5)

رجلٌ من بني قيسٍ:
5308 - إِني لأَعلَمُ ظَهرَ الضَّغِن أَعزلُهُ ... عَنِّي وأعلَمُ أَنِّي آكُلُ الكَتِفَا

المتنبي يرثي:
5309 - إِني لأَعلَمُ واللَّبِيبُ خَبِيرُ ... أَنَّ الحَيَاةَ وإِنْ حَرصْتَ غرُورُ
أَبياتُ المُتَنَبِي يَرثي محمَّد إسحاقَ التَنُوخيَ أَوَّلها:
إِنِّي لأعلَمُ. البيتُ، وبَعْدهُ:
ورأَيتُ كَلامًا مَا يُعلِّلُ نفسَهُ ... بِتَعلةٍ وإِلى الفَناءِ يَصيرُ
مجاوِرَ الديماسِ وَهنَ قَرارةٍ ... فيهَا الضياءُ بوَجهِهِ وَالنُورُ
مَا كنتُ أعلمُ قَبلَ دَفنِكَ في الثرى ... أَنَّ الكَواكبَ في الترابِ يَغُورُ
مَا كنتُ آمُلُ قبل نَعشِكَ أَن أَرَى ... رَضوى عَلى أيدي الرّجالِ يَسيرُ
خَرجُوا بِهِ ولكُلِّ باكٍ خَلفَهُ ... صَعقَاتُ مُوسَى يَومَ دُكذَ الطُّورُ
حتَّى أَتُوا جَدَثًا كأنَّ ضرِيحَهُ ... في قَلبِ كُلِّ موحّدٍ مَحفُورُ
وَالشَّمس في كَبدِ السَّماءِ مَرِيضَةٌ ... والأَرضُ وَاجِفَةٌ تكَادُ تَمُورُ
وحَفيف أَجنحةِ الملائِكِ حَولَهُ ... وَعُيُونُ أَهلِ الَّلاذقيَّةِ صُورُ
بِمزوَّدٍ قَبرَ البِلَى من ملكِهِ ... مُغضٍ وإِثمدُ عَينِهِ كَافُورُ
منه السَّماحةُ والفَصاحَةُ والتّقَى ... والبأسُ أجمَعُ والحجَى والخيرُ
كَفَلِ الثناءُ لَهُ بَردَ حَيَاتِهِ ... لمَّا انطوَى فَكأَنَّهُ مَنشُورُ
غَاضتْ مَكَارِمُهُ وَهُنَّ بحُورُ ... وخَبت مَكَايدُهُ وَهُنَّ سَعيرُ
يُبكَى عَلَيهِ ومَا استَقَرَّ قَرارهُ ... في اللَّحدِ حتَّى صَافَحتهُ الحُورُ
يمَّمتُ شاسِعَ دَارهم عَن نيّةٍ ... إِنَّ المُحبَّ عَلَى البعَادِ يَزُورُ
وقَنعتُ باللُقِيا وأَولِ نظرةٍ ... إِنَّ القَلِيلَ مِنَ الحبَيبِ كَثيرُ
¬__________
5308 - البيت في الحيوان للجاحظ: 3/ 43.
5309 - القصيدة في ديوان المتنبي شرح العكبري: 2/ 128 وما بعدها.

الصفحة 10