كتاب فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر (اسم الجزء: 5)

فضل السواك والترغيب فيه، ومن ذلك ما رواه الشيخان؛ البخاري ومسلم في الصحيحين، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة (¬1)» وهذا يدل على تأكد السواك وشرعيته؛ لأنه صلى الله عليه وسلم رغب فيه وحرض عليه، وإنما أراد أمر الوجوب، يعني: لأمرتهم أمر إيجاب، وإلا فأمر الاستحباب، ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ما يدل على استحبابه وشرعيته، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «السواك مطهرة للفم مرضاة للرب (¬2)» أخرجه النسائي وغيره بإسناد صحيح، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء (¬3)» ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان عليه الصلاة والسلام يبدأ بالسواك إذا دخل منزله (¬4)» وكان يستعمل السواك كثيرا – عليه الصلاة والسلام – «وكان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك (¬5)» رواه الشيخان من حديث أبي حذيفة رضي الله عنه، والأحاديث في هذا كثيرة، تدل
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب السواك، برقم (252).
(¬2) أخرجه النسائي في كتاب الطهارة، باب الترغيب في السواك، برقم (5).
(¬3) أخرجه أحمد في مسند المكثرين، برقم (9928)، ومالك في كتاب الطهارة، باب ما جاء في السواك، برقم (148).
(¬4) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب السواك، برقم (235).
(¬5) متفق عليه رواه البخاري في كتاب الوضوء، باب السواك، برقم (246)، ومسلم في كتاب الطهارة، باب السواك، برقم (255).

الصفحة 34