كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 5)

(1)
ابن المعلم الشاعر
أبو الغنائم محمد بن علي بن فارس بن عبد الله بن الحسين بن القاسم، المعروف بابن المعلم الواسطي الهرئي، الملقب نجم الدين، الشاعر المشهور؛ كان شاعراً رقيق الشعر لطيف حاشية الطبع، يكاد شعره يذوب من رقته، وهو أحد من سار (2) شعره وانتشر ذكره ونبه بالشعر قدره وحسن به حاله وأمره وطال في نظم القريض عمره وساعده على قوله زمانه ودهره، وأكثر القول في الغزل والمدح وفنون المقاصد، وكان سهل الألفاظ صحيح المعاني يغلب على شعره وصف الشوق والحب وذكر الصبابة والغرام، فعلق بالقلوب ولطف مكانه عند أكثر الناس ومالوا إليه وحفظوه (3) وتداولوه بينهم واستشهد به الوعاظ واستحلاه السامعون.
سمعت جماعة من مشايخ البطائح يقولون: ما سبب لطافة شعر ابن المعلم إلا أنه كان إذا نظم قصيدة حفظها الفقراء (4) المنتسبون إلى الشيخ أحمد بن الرفاعي - المقدم ذكره في حرف الهمزة (5) - وغنوا بها في سماعهم وطابوا عليها، فعادت عليه بركة أنفاسهم، ورأيتهم يعتقدون ذلك اعتقاداً لا شك (6) عندهم فيه، وبالجملة
__________
(1) ترجمته في مرآة الزمان: 451 وذيل الروضتين: 9 والوافي 4: 165 وعبر الذهبي 4: 279 والشذرات 4: 310 والنجوم الزاهرة 6: 102.
(2) بر: شاع.
(3) ر بر: وتحفظوه.
(4) ر والمختار: الشعراء.
(5) انظر ج 1: 171.
(6) بر من: اعتقاد من لا شك.

الصفحة 5