كتاب وفيات الأعيان (اسم الجزء: 5)
فشعره يشبه النوح، ولا يسمعه من عنده أدنى هوى إلا فتنه (1) وهاج غرامه.
وكان بين ابن المعلم المذكور وبين ابن التعاويذي المذكور قبله تنافس، وهجاه ابن التعاويذي بأبيات جميلة أجاد فيها ولا حاجة إلى ذكرها (2) .
ولابن المعلم قصيدة طويلة أولها:
ردوا علي شوارد الأظعان ... ما الدار إن لم تغن من أوطاني منها:
ولكم بذاك الجزع من متمنع ... هزأت معاطفه بغصن البان
أبدى تلونه بأول موعدٍ ... فمن الوفي لنا بوعد ثاني
فمتى اللقاء ودونه من قومه ... أبناء معركةٍ وأسد طعان
نقلوا الرماح وما أظن أكفهم ... خلقت لغير ذوابل المران
وتقلدوا بيض السيوف فما ترى ... في الحي غير مهندٍ وسنان
ولئن صددت فمن مراقبة العدا ... ما الصد عن ملل ولا سلوان
يا ساكني نعمان أين زماننا ... بطويلعٍ يا ساكني نعمان وله من أخرى (3) :
كم قلت إياك العقيق فإنه ... ضريت جآذره بصيد أسوده
وأردت صيد مها الحجاز فلم يسا ... عدك القضاء فرحت بعض صيوده وله من أخرى:
أجيراننا إن الدموع التي جرت ... رخاصاً على أيدي النوى لغوالي
أقيموا على الوادي ولو عمر ساعة ... كلوث إزار أو كحل عقال
__________
(1) ر ق مج بر: افتتنه، وأثبتنا ما في بر والمختار.
(2) ديوان ابن التعاويذي: 75.
(3) سقط البيتان من بر ت س، وقد أوردهما المؤلف من قبل في ترجمة التهامي 3: 380 ونسبهما هنالك للتهامي، وهما ثابتان في ترجمة ابن المعلم في ((المختار)) أيضاً.
الصفحة 6
440