كتاب توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم (اسم الجزء: 5)

قوله: ((وَكَانَ النَّاسُ احْتَاجُوا إِلَيْهَا))، يعني: أنهم من شدة الجوع أصابهم مخمصة شديدة، واحتاجوا إلى أكلها، فذبحوها، وطبخوها، وأوقدوا النيران، ولم يعلم النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ((مَا هَذِهِ النِّيرَانُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تُوقِدُونَ؟ ))، قَالُوا: عَلَى لَحْمٍ، قَالَ: ((عَلَى أَيِّ لَحْمٍ؟ ))، قَالُوا: عَلَى لَحْمِ حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَهْرِقُوهَا وَاكْسِرُوهَا))، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْ نُهَرِيقُهَا وَنَغْسِلُهَا، قَالَ: ((أَوْ ذَاك)) (¬١)، وهم كانوا قد ذبحوها قبل أن تحرَّم.
---------------
(¬١) أخرجه البخاري (٦١٤٨)، ومسلم (١٨٠٢).

الصفحة 443