كتاب السنة لأبي بكر بن الخلال (اسم الجزء: 5)

1799 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، قُلْتُ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقُولُ: إِنَّ هَؤُلَاءِ الْوَاقِفَةَ هُمْ شَرٌّ مِنَ الْجَهْمِيَّةِ. قَالَ: " §هُمْ أَشَدُّ عَلَى النَّاسِ تَزْيِينًا مِنَ الْجَهْمِيَّةِ، هُمْ يُشَكِّكُونَ النَّاسَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْجَهْمِيَّةَ قَدْ بَانَ أَمْرُهُمْ، وَهَؤُلَاءِ إِذَا قَالُوا: إِنَّا لَا نَتَكَلَّمُ، اسْتَمَالُوا الْعَامَّةَ، إِنَّمَا هَذَا يَصِيرُ إِلَى قَوْلِ الْجَهْمِيَّةِ ". قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَسْأَلُ عَنْ مَنْ قَالَ: أَقُولُ الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَأَسْكُتُ. قَالَ: " لَا، هَذَا شَاكٌّ، لَا، حَتَّى يَقُولَ: غَيْرُ مَخْلُوقٍ "
1800 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السِّمْسَارُ، قَالَ: ثنا مُهَنَّا، قَالَ: سَأَلْتُ حَارِثًا الْبَقَالَ: مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: " الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، لَا أَقُولُ: غَيْرُ -[136]- مَخْلُوقٍ ". فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقُولُ: «§هُوَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» . فَقَالَ لِي أَخِي: أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ثِقَةٌ، عَدْلٌ، قَالَ: وَسَأَلْتُ أَبَا يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ الْجَوَّازَ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: «هُوَ كَلَامُ اللَّهِ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» . ثُمَّ قَالَ لِي: " إِذَا كُنَّا نَقُولُ: الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ، لَا نَقُولُ مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ هَؤُلَاءِ الْجَهْمِيَّةِ خِلَافٌ ". فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، فَقَالَ أَحْمَدُ: «جَزَى اللَّهُ أَبَا يَعْقُوبَ خَيْرًا» . قَالَ: وَسَأَلْتُ أَحْمَدَ بَعْدَمَا أُخْرِجَ مِنَ السِّجْنِ بِيَسِيرٍ، مَا تَقُولُ فِي الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: «هُوَ كَلَامُ اللَّهِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ» . وَقَالَ: «مَنْ رَوَى عَنِّي غَيْرَ هَذَا الْقَوْلِ، فَهُوَ مُبْطِلٌ» . فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ مَنْ ذَكَرَ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ لَهُ: هُوَ كَلَامُ اللَّهِ، وَإِنَّكَ قُلْتَ لَهُ: لَا مَخْلُوقٌ وَلَا غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ. فَقَالَ أَحْمَدُ: «أَبْطَلَ، مَا قُلْتُ هَذَا، وَلَكِنْ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ، وَهُوَ غَيْرُ مَخْلُوقٍ»

الصفحة 135