كتاب غريب الحديث (اسم الجزء: 5)

فأما مذهب من ذهب إلى ترك أحاديث «النبى» - صلى الله عليه وسلم - فهذا باطل, لأن فيه إبطال السنن [511].
ومما يبين ذلك حديث «عمر» حين وجه الناس إلى العراق, فقال:
«جردوا القرآن, وأقلوا الرواية عن رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -] وأنا شريككم».
قال: حدثناه «أبو بكر» , عن «أبى حصين» يرفعه إلى «عمر» وذلك أنه كان روى الكراهة في هذا عن «النبى» - عليه السلام -.
ففى قوله: «أقلوا الرواية عن رسول الله [- صلى الله عليه وسلم -]» أنه لم يرد بتجريد القرآن ترك الرواية عن «النبى» - صلى الله عليه وسلم - وقد رخص في القليل منه, فهذا يبين أنه لم يأمر بترك حديث «النبى» - صلى الله عليه وسلم - ولكنه أراد عندنا علم أهل الكتب, للحديث الذى سمع من

الصفحة 59