كتاب مسند إسحاق بن راهويه - ت البلوشي (اسم الجزء: 5)
قَالَ : فَمَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ؟ أَخْرَجَ نَبِيُّهِمْ بَعْدُ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ ؟ قَالَ : نَاوَئَهُ قَوْمٌ فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَهُمُ الْيَوْمَ جَمْعٌ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ : فَالْعَرَبُ الْيَوْمَ إِلَهُهُمْ وَاحِدٌ وَكَلِمَتُهُمْ وَاحِدَةٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عُمَانَ وَبَيْسَانَ ؟ قَالُوا : هِيَ صَالِحَةٌ يُطْعَمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ ، قَالَ : فَمَا فَعَلَ عَيْنُ زُغَرٍ ؟ قَالُوا : هِيَ صَالِحَةٌ يَشْرَبُ مِنْهَا أَهْلُهَا لِسَقْيِهِمْ وَيَسْقُونَ مِنْهَا زَرْعَهُمْ وَنَخْلَهُمْ ، قَالَ : فَمَا فِعْلُ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ ؟ قَالُوا : هِيَ مَلأَى يَتَدَفَّقُ جَانِبَاهَا , ثُمَّ قَالَ : فَزَفَرَ زَفْرَةً (1)ثُمَّ حَلَفَ لَوْ قَدِ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا مَا تَرَكْتُ أَرْضًا لِلَّهِ إِلاَّ وَطِئْتُهُ بِرِجْلِيَّ هَاتَيْنِ غَيْرَ طَيْبَةَ ، لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سَبِيلٌ وَلاَ سُلْطَانٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلَى هَذِهِ انْتَهَى فَرَحِي ، هَذِهِ طَيْبَةُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ هَذِهِ لَطَيْبَةُ ، وَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ حَرَمِيَ عَلَى الدَّجَّالِ - ثُمَّ حَلَفَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا بِهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلاَ وَاسِعٌ فِي سَهْلٍ وَلاَ جَبَلٍ إِلاَّ عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرُ السَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ الدَّجَّالَ أَنْ يَدْخُلَهَا.
_حاشية__________
(1) في حاشية المطبوع : توجد في الأصل هذه الجملة ومضروب عليها بعد "رجلي" : "فزفر زفرة ثم حلف" ، فحذفتها.
الصفحة 222