كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 5)

[2543] قَوْلُهُ مَا زِلْتُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ أَيِ الْقَبِيلَةَ الْكَبِيرَةَ الْمَشْهُورَةَ يَنْتَسِبُونَ إِلَى تَمِيمِ بْنِ مر بِضَم الْمِيم بِلَا هَاء بن أد بِضَم أَوله وَتَشْديد الدَّال بن طابخة بموحدة مَكْسُورَة ومعجمة بن إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ قَوْلُهُ مُنْذُ ثَلَاثٍ أَيْ مِنْ حِينِ سَمِعْتُ الْخِصَالَ الثَّلَاثَ زَادَ أَحْمَدُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَا كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُمْ فَأَحْبَبْتُهُمْ اه وَكَانَ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَقَعُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنَ الْعَدَاوَةِ قَوْلُهُ هُمْ أَشَدُّ أُمَّتِي عَلَى الدَّجَّالِ فِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ قِتَالًا فِي الْمَلَاحِمِ وَهِيَ أَعَمُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي زُرْعَةَ وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ الْعَامُّ فِي ذَلِكَ عَلَى الْخَاصِّ فَيَكُونَ الْمُرَادُ بِالْمَلَاحِمِ أَكْبَرَهَا وَهُوَ قِتَالُ الدَّجَّالِ أَوْ ذَكَرَ الدَّجَّالَ لِيَدْخُلَ غَيْرُهُ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى قَوْلُهُ هَذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا إِنَّمَا نَسَبَهُمْ إِلَيْهِ لِاجْتِمَاعِ نَسَبِهِمْ بِنَسَبِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ وَوَقَعَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَعَمٍ مِنْ صَدَقَةِ بَنِي سَعْدٍ فَلَمَّا رَاعَهُ حُسْنُهَا قَالَ هَذِهِ صَدَقَةُ قَوْمِي اه وَبَنُو سَعْدٍ بَطْنٌ كَبِيرٌ شَهِيرٌ مِنْ تَمِيمٍ يُنْسَبُونَ إِلَى سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ مِنْ أَشْهَرِهِمْ فِي الصَّحَابَةِ قَيْسُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ سِنَانِ بْنِ خَالِدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ قَوْلُهُ وَكَانَتْ سَبِيَّةٌ مِنْهُمْ عِنْدَ عَائِشَةَ أَيْ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَالْمُرَادُ بَطْنٌ مِنْهُمْ أَيْضًا وَقَدْ وَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ جَرِيرٍ وَكَانَتْ عَلَى عَائِشَةَ نَسَمَةٌ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَقَدِمَ سَبْيُ خَوْلَانَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْتَاعُ مِنْهُمْ قَالَ لَا فَلَمَّا قَدِمَ سَبْيُ بَنِي الْعَنْبَرِ قَالَ ابْتَاعِي فَإِنَّهُمْ وَلَدُ إِسْمَاعِيلَ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا وَجِيءَ بِسَبْيِ بَنِي الْعَنْبَرِ اه وَبَنُو الْعَنْبَرِ بَطْنٌ شَهِيرٌ أَيْضًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُنْسَبُونَ إِلَى الْعَنْبَرِ وَهُوَ بِلَفْظِ الطِّيبِ الْمَعْرُوفِ بن عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ تَنْبِيهٌ وَقَعَ فِي نُسْخَةِ الصَّحِيحَيْنِ سَبِيَّةٌ بِوَزْنِ فَعِيلَةٍ مَفْتُوحَ الْأَوَّلِ مِنَ السَّبْيِ أَوْ مِنَ السَّبَا وَلَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهَا لَكِنْ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ جَرِيرٍ نَسَمَةٌ بِفَتْحِ النُّونِ وَالْمُهْمَلَةِ أَيْ نَفْسٌ وَلَهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي مَعْمَرٍ الْمَذْكُورَةِ وَكَانَتْ عَلَى عَائِشَةَ نَسَمَةٌ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ وَفِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ الْمَذْكُورَةِ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ وَكَانَ عَلَى عَائِشَةَ مُحَرَّرٌ وَبَيَّنَ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ فِي رِوَايَةِ الشَّعْبِيِّ الْمَذْكُورَةِ الْمُرَادَ بِالَّذِي كَانَ عَلَيْهَا وَأَنَّهُ كَانَ نَذْرًا وَلَفْظُهُ نَذَرَتْ عَائِشَةُ أَنْ تُعْتِقَ مُحَرَّرًا مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ وَلَهُ فِي الْكَبِيرِ مِنْ حَدِيثِ دريح وَهُوَ بمهملات مُصَغرًا بن ذُؤَيْبِ بْنِ شُعْثُمٍ بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَالْمُثَلَّثَةِ بَيْنَهُمَا عَيْنٌ مُهْمَلَةٌ الْعَنْبَرِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي نَذَرْتُ عَتِيقًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْبِرِي حَتَّى يَجِيءَ فَيْءُ بَنِي الْعَنْبَرِ غَدًا فَجَاءَ فَيْءُ بَنِي الْعَنْبَرِ فَقَالَ لَهَا خُذِي مِنْهُمْ أَرْبَعَةً فَأَخَذَتْ رُدَيْحًا وَزُبَيْبًا وَزُخَيًّا وَسَمُرَةَ اه فَأَمَّا رُدَيْحٌ فَهُوَ الْمَذْكُورُ وَأَمَّا زُبَيْبٌ فَهُوَ بِالزَّايِ وَالْمُوَحَّدَةِ مُصَغَّرٌ أَيْضًا وَضَبَطَهُ العسكري بنُون ثمَّ مُوَحدَة وَهُوَ بن ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرٍو وَزُخَيٌّ بِالزَّايِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مصغر أَيْضا وَضَبطه بن عون بالراء أَوله وَسمرَة وَهُوَ بن عَمْرِو بْنِ قُرْطٍ بِضَمِّ الْقَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ قَالَ فِي الحَدِيث الْمَذْكُور فَمسح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رؤوسهم وَبَرَّكَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ يَا عَائِشَةُ هَؤُلَاءِ مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيلَ قَصْدًا اه وَالَّذِي تَعَيَّنَ لِعِتْقِ عَائِشَةَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إِمَّا

الصفحة 172