كتاب فتح الباري لابن حجر (اسم الجزء: 5)

(قَوْلُهُ بَابُ الْهَدِيَّةِ لِلْمُشْرِكِينَ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّين)
سَاقَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ وَأَبِي الْوَقْتِ وَسَاقَ الْبَاقُونَ إِلَى قَوْلِهِ وتقسطوا إِلَيْهِم وَالْمُرَادُ مِنْهَا بَيَانُ مَنْ يَجُوزُ بِرُّهُ مِنْهُمْ وَأَنَّ الْهَدِيَّةَ لِلْمُشْرِكِ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا لَيْسَتْ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَمِنْ هَذِهِ الْمَادَّةِ قَوْلُهُ تَعَالَى وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا الْآيَةَ ثُمَّ الْبِرُّ وَالصِّلَةُ وَالْإِحْسَانُ لَا يَسْتَلْزِمُ التَّحَابُبَ وَالتَّوَادُدَ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يوادون من حاد الله وَرَسُوله الْآيَةَ فَإِنَّهَا عَامَّةٌ فِي حَقِّ مَنْ قَاتَلَ وَمَنْ لَمْ يُقَاتِلْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَأَوْرَدَ فِيهِ حديثين أَحدهمَا حَدِيث بن عُمَرَ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ وَقَدْ سَبَقَ قَرِيبًا وَالْغَرَضُ مِنْهُ

[2619] قَوْلُهُ فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ وَاسْمُ هَذَا الْأَخِ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ وَكَانَ أَخَا عُمَرَ مِنْ أُمِّهِ أُمُّهُمَا خَيْثَمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَهِيَ بِنْتُ عَمِّ أَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَقَالَ الدِّمْيَاطِيُّ إِنَّمَا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ أَخَا زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَخِي عُمَرَ لِأُمِّهِ أُمِّهِمَا أَسْمَاءَ بِنْتِ وَهْبٍ قُلْتُ إِنْ ثَبَتَ احْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءُ بِنْتُ وَهْبٍ أَرْضَعَتْ عُمَرَ فَيَكُونَ عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ أَخَاهُ أَيْضًا مِنَ الرَّضَاعَةِ كَمَا هُوَ أَخُو أَخِيهِ زَيْدٍ مِنْ أُمِّهِ ثَانِيهِمَا حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ

[2620] قَوْله عَن هِشَام هُوَ بن عُرْوَة وَفِي رِوَايَة بن عُيَيْنَةَ الْآتِيَةِ فِي الْأَدَبِ أَخْبَرَنِي أَبِي قَوْلُهُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي رِوَايَةِ بن عُيَيْنَةَ الْمَذْكُورَةِ أَخْبَرَتْنِي أَسْمَاءُ كَذَا قَالَ أَكْثَرُ أَصْحَاب هِشَام وَقَالَ بعض أَصْحَاب بن عُيَيْنَةَ عَنْهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ عَنْ أَسْمَاءَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَهُوَ خَطَأٌ قُلْتُ حَكَى أَبُو نُعَيْمٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَليّ الْمقدمِي وَيَعْقُوب الْقَارئ رَوَيَاهُ عَنْ هِشَامٍ كَذَلِكَ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَا مَحْفُوظَيْنِ وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَا عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَة وَكَذَا أخرجه بن حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامٍ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ قَالَ الْبَرْقَانِيُّ وَهُوَ أَثْبَتُ اه وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ عُرْوَةَ عَنْ أُمِّهِ وخالته فقد أخرجه بن سَعْدٍ وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ بِالْقَافِ وَالْمُثَنَّاةِ مُصَغَّرَةٌ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ سَعْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حِسْلٍ بِكَسْرِ الْحَاءِ وَسُكُونِ السِّينِ الْمُهْمَلَتَيْنِ عَلَى ابْنَتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي الْهُدْنَةِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِهَدَايَا زَبِيبٍ وَسَمْنٍ وَقَرَظٍ فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَقْبَلَ هَدِيَّتَهَا أَوْ تُدْخِلَهَا بَيْتَهَا وَأَرْسَلَتْ إِلَى عَائِشَةَ سَلِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِتُدْخِلْهَا الْحَدِيثَ وَعُرِفَ مِنْهُ تَسْمِيَةُ أُمِّ أَسْمَاءَ وَأَنَّهَا أُمُّهَا حَقِيقَةً وَأَنَّ مَنْ قَالَ إِنَّهَا أُمُّهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ فَقَدْ وَهَمَ وَوَقَعَ عِنْدَ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ أَنَّ اسْمَهَا قَيْلَةُ وَرَأَيْتُهُ فِي نُسْخَة مُجَرّدَة مِنْهُ بِسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَضَبطه بن مَاكُولَا بِسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ فَعَلَى هَذَا فَمَنْ قَالَ قُتَيْلَةٌ صَغَّرَهَا قَالَ الزُّبَيْرُ أُمُّ أَسْمَاءَ وَعَبْدِ اللَّهِ ابْنَيْ أَبِي بَكْرٍ قَيْلَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى وَسَاقَ نَسَبَهَا إِلَى حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَأَمَّا قَوْلُ الدَّاوُدِيِّ إِنَّ اسْمَهَا أم بكر فقد قَالَ بن التِّينِ لَعَلَّهُ كُنْيَتُهَا قَوْلُهُ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي

الصفحة 233